دمشق القديمة.. كثافة سكانية وإهمال خدمي!
كثافة السكان بعد موجة النزوح الأخيرة، والأزقة الضيقة التي تضم العديد من المطاعم، فاقمت مشكلة سكان دمشق القديمة، عبر تراكم القمامة بشكل عشوائي، وزيادة تلوث نهر بردى، وسط «عدم اهتمام بإعادة ترميم الأرصفة والأزقة» وفقاً لبعض السكان.
بعض سكان دمشق القديمة، يعانون من عدم اكتراث بعض المطاعم عند رمي القمامة وتشكيل مكبات عشوائية، نتيجة منع وجود «حاويات قمامة» في أحياء تلك المنطقة من قبل محافظة دمشق، إضافة إلى لجوء بعض المطاعم والفعاليات التجارية، وحتى السكان، إلى رمي القمامة في نهر بردى.
شكاوى مزمنة
شكاوى السكان هناك ليست بجديدة، وخاصة فيما يتعلق بانبعاث أدخنة بعض المطاعم وروائح الطهي، وأصوات الحفلات المسائية ضمن أحياء سكنية، تعج بالمقاهي والمطاعم، لكن المطالب الجديدة كانت بضرورة منح تلك المدينة القديمة اهتماماً أكبر من ناحية ترميم الأرصفة والطرقات «المحفرة» والتي لم تشهد «عملية ترميم منذ حوالي 6 سنوات على الأقل» بحسب أحد السكان هناك.
متوقفة بقرار رسمي
مصادر في محافظة دمشق أكدت لـ»قاسيون» أن قراراً صدر عام 2012، يقضي بمنع إعادة ترميم الأرصفة والشوارع، إلا للضرورة القصوى، أي عندما يكون حال تلك المرافق «مزرياً»، وكانت دمشق القديمة ضمن ذلك القرار، أي أن الأهمية السياحية والتاريخية لتلك المدينة لم تشفع لها كي تحصل على استثناءات معينة.
المحافظة متشددة وغير مكترثة
يعترض أبو قصي وهو صاحب منزل متضرر نتيجة قذيفة هاون في دمشق القديمة، من تشديد المحافظة على نوعية أعمال الترميم وألوان الطلاء ومدة العمل لأصحاب المنازل المتضررة، علماً أن العملية تتم غالب الأحيان على حسابهم الخاص، بينما لا تلتزم المحافظة ذاتها بالشروط الواجب تحققها هناك.
ويتابع «هناك حفريات في منطقة القشلة، لم تردم بشكل مناسب يتناغم مع المنطقة، وبات مظهرها غير حضاري. المكان هنا بحاجة إلى إعادة تأهيل من جديد، والمحافظة لا تأبه بذلك، وغير مكترثة!».
«خيار وفقوس»!
مصدر محافظة دمشق أكد أن المحافظة أوقفت أعمال الترميم منذ 2012 بحجة ضغط النفقات، لكن أبو قصي يرى أن الحديث لا ينطبق على أحياء معينة في مناطق راقية تم «تزفيتها ورصفها حديثاً، وتحديداً في المزة، وكأن المحافظة تتعامل مع أحياء دمشق على مبدأ خيار وفقوس!».
تقاذف مسؤوليات
وفيما يتعلق بقضية إهمال نهر بردى، قال مدير الصيانة في محافظة دمشق عادل أزهر، في حديث إذاعي إن «دور المحافظة إرشادي بهذا الصدد»، مشيراً إلى أن المحافظة تقوم بشكل دوري بتنظيف مجرى النهر إلا أن « البكتريا تبقى في المياه بعد التعزيل، ولذلك تبقى الروائح الكريهة، وهناك مناطق يصعب الوصول إليها وتنظيفها»، ملقياً المسؤولية في ذلك على المطاعم والمحلات التجارية، وسكان دمشق القديمة.
على ذلك؛ سيبقى سكان دمشق القديمة مستمرين في معاناتهم، بظل تقاذف المسؤوليات وحجج ضغط الإنفاق، كما سيستمرون بالتغني ببردى المهمل!.