مرة أخرى حول العمال الموسميين ومعاناتهم
العمال الموسميون مصطلح أصبح متداولاً ومعروفاً في الشركات العامة للدولة، خاصة في عهد حكومة (العطري ــ الدردري) الراحلة، والتي وصلت بسنواتها السابقة في معاداة العمال إلى حد الوقاحة، فكانت الوزيرة السابقة للشؤون الاجتماعية (ديالا الحاج عارف) تكادأن تكون ناطقة باسم الرأسماليين ومعادية لحقوق العمال لدرجة أن الكثيرين كانوا ينادونها بـ(عدوة الطبقة العاملة).. وسبب التذكير بهذه الأسماء سيئة الصيت أن سياساتهم الليبرالية مازالت نتائجها تؤذي عمالنا، وأن الحكومة الجديدة واصلت العمل بأسلوب سابقتها نفسهتقريباً مع بعض الترقيعات التي لا تغير في جوهر المشكلة.
العمال الموسميون هم بعض ضحايا السياسة الحكومية المتبعة والهادفة لامتصاص جهود العمال وعرقهم، حيث تقيم الشركات العامة على اختلافها عقوداً موسمية لمدة ثلاثة اشهر أو ستة اشهر، تستطيع الجهات الحكومية تجديدها إذا احتاجت أو أرادت ذلك لاحقاً، كماوتستطيع ألا تجددها.. وهنا لن نتحدث عن العمال الموسميين العرضيين الذين يعملون بعقود موسمية لمرة واحدة وبعدها يتم فصلهم، بل سنتحدث عن شريحة واسعة على رأس عملهم، ولكنهم لم يجدد أي عقد سنوي لهم، خاصة أن الكثيرين منهم لديه خدمة سبع وخمسسنوات ويعيش حالة من القلق فهو موظف وليس موظفاً في الدولة؛ أي (لا معلق ولا مطلق)، وهؤلاء أكثرهم من أصحاب الحرف والمهن المختلفة والعمال العاديين الذين تحتاجهم الشركات العامة الإنتاجية بشكل خاص.
وقد وصلت إلى «قاسيون» شكوى من عدد كبير من العمال الموسميين الذين يعملون في الشركة العامة للموارد المائية (فرع السدود)، وكذلك هناك الكثير من أمثالهم يعملون في مديرية الزراعة والتعميم ومرفأ طرطوس ومعمل الأسمنت وغيرهم وعددهم بالآلافوهؤلاء، جميعاً شرحوا معاناتهم منذ سنوات وحياة القلق التي يعيشونها كل عام، حيث يتم فصلهم وتجديد عقودهم على شكل عقود ثلاثة أشهر، وهناك قسم يتم فصله حسب احتياجات الشركة لذلك، وهذا العام تم فصل عدد كبير منهم بعد عملهم لسنوات طويلة في الشركة،وأغلبهم من أصحاب المهن المختلفة والعمال، خاصة أنهم يعملون في ظروف صعبة وحوافز قليلة أصبحت في هذه الأزمة التي نعيشها معدومة، وهم يطالبون بتحويل عقودهم إلى عقود سنوية لأن تثبيتهم أصبح حلماً لن ينالوه، فهم يخسرون درجات ترفيعهم ويخسرونكذلك حصولهم على قرض من المصرف، ولا يوجد عندهم أية ميزة إيجابية سوى أنهم مشمولون بالتأمينات.
ووردت إلى «قاسيون» معلومات تقول إن مدير فرع السدود طالب المدير العام للشركة بإبرام عقود سنوية لجميع العمال وعودة جميع المفصولين بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وعلمت كذلك أن عدداً كبيراً قد عاد بالفعل إلى عمله، ولكنه بقي قسم آخريأملون بالعودة بدل رميه بالشارع للبطالة. وتمنى العمال أن يتذكر اتحاد العمال المحترم أن هناك عمالاً موسميين يعانون منذ سنوات وهم مواطنون سوريون وليسوا أجانب!.