الدريكيش.. عصابات تشليح وضحايا

الدريكيش.. عصابات تشليح وضحايا

هزت الجريمة الآثمة التي حدثت في منطقة الدريكيش منذ فترة قريبة، الرأي العام في محافظة طرطوس عموماً، ومنطقة الدريكيش خصوصاً، على أثر استشهاد عنصرين من أفراد الجيش العربي السوري، على أيدي الغدر والإجرام المتمثلة بعصابة تمارس القتل والتشليح، وتنشر الذعر والخوف بين الأهالي منذ فترة طويلة، والشهيدين هما: علي حامد من قرية الشويصية، وفراس دخيل من مدينة الدريكيش، نتيجة اشتباك مباشر جرى مع تلك العصابة.

وقد ورد إلى جريدة قاسيون العديد من الشكاوى من آهالي المنطقة، تشكو حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح، المنتشرين بين الخارجين عن القانون والمتمردين على سلطة الدولة، غير آبهين بأية أخلاق أو ضمير، أو حتى عرف اجتماعي.
وتحدث الأهالي عن عصابة مرعبة، تتركز حول ناحية دير رسلان وصولاً إلى حدود منطقة مصياف ووادي العيون، حيث الجبال الوعرة والطرق الصعبة والمغاور الكثيرة في تلك المنطقة، والتي جعلوها ملاذاً لهم في قطع الطرق والتشليح وفرض الخوّة وابتزاز الناس، مستخدمين السلاح أداة لإجرامهم.
قاسيون جالت في تلك المنطقة، وقابلت العديد من الأهالي هناك، حيث تحدثوا بغضب وحرقة عن هذه العصابة، التي تبث الرعب والخوف لدى ابناء المنطقة، والتي يزداد إجرامها وقوتها كل يوم، بدون أن تستطيع القوى الأمنية والشرطة أن تحسم الموضوع، وتضع حداً لهذه العصابات، التي تمارس عمليات قطع الطرقات والتشليح والنهب والسلب، وصولاً إلى عمليات الاختطاف والقتل.
العديد من الأهالي لم يتجرؤوا على ذكر أسمائهم، خوفاً من انتقام هذه العصابة، خاصة أنه حدث في العام الماضي أن تقدّم أحد أهالي المنطقة بشكوى رسمية إلى الجهات المختصة، وذكر فيها بعض الأسماء من هذه العصابة، ولكن للأسف تمت تصفيته بعد فترة قصيرة من شكواه، ولا زالت قضيته (الجريمة) مبوبة تحت عنوان: «قيدت ضد مجهول».
إن تلك العصابة باتت منظمة ومتماسكة، وتضم عدداً كبيراً من القتلة والمجرمين ومن أصحاب السوابق، ومن الزعران الفوضويين الفارين من العدالة، وباتوا يمارسون سلطة الأمر الواقع على الأهالي برقعة جغرافية واسعة، مستغلين الظروف الصعبة والأزمة الطاحنة التي تمر بها البلد، وممارسين عمليات التشليح والابتزاز والتشبيح والاختطاف العلني، بظل غياب سلطة الدولة.
كما صرح الأهالي، أنهم لم يعودوا يجرؤون على الخروج من منازلهم بعد الساعة السابعة مساءً، وإن الكثير من الطرقات في تلك المنطقة أصبح المرور فيها مغامرة، فقد تكلفك حياتك أو سيارتك، أو بالحد الأدنى المال الموجود لديك، هذا عدا عن حوادث الخطف المتكررة لطلب فدية مالية.
وجل ما طالب به الأهالي في تلك المنطقة والمناطق المحيطة، هو أن تقوم الجهات الرسمية، (الإدارية والأمنية)، بدورها وواجبها باستعادة الأمان المفقود، وفرض سيادة الدولة والقانون، والحفاظ على كرامتهم من هؤلاء الزعران الخارجين عن القانون، الذين يمارسوا التشليح والتشبيح العلني، دون حسيب ولا رادع من ضمير أو قانون، معتبرين أن تلك الظاهرة بحال عدم التصدي لها بالجدية المطلوبة، ستكون مشجعة لغيرها، وقابلة للتوسع والانتشار على رقع جغرافية جديدة.