محافظة الحسكة .. واستفحال الهجرة

تتعدد الاسباب والدوافع التي تقف وراء عملية الهجرة التي أخذت شكل عمليات نزوح جماعي ولجوء مؤخراً ومنها:
 انعدام الأمن والأمان، وتفاقم الفقر والبطالة، وتردي الأوضاع المعيشية، لشريحة واسعة من المواطنين، بالإضافة إلى اليأس والاحباط، والمعاناة اليومية المستمرة، مثل نقص الخدمات الأساسية، والغلاء الفاحش والمتصاعد, والفساد الكبير، المستشري في معظم جوانب الحياة.
 الفتاوى التي أصدرتها التنظيمات الإرهابية، ضد المكونات في الجزيرة كلها، وخاصة ضد الأكراد والمسيحيين، وطوائف أخرى.
 التهويل والتضخيم الإعلامي، وعوامل الضغط النفسي والمعنوي.
 الملاحقات، من قبل الأجهزة المختصة، بسبب الفرار، من الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، بالنسبة للشباب، من قبل الدولة، أو من قبل قوات الحماية الشعبية الكردية.
 البحث عن فرص، لتحسين الأوضاع الفردية، والجماعية، رغم قساوة الغربة، انطلاقاً من (أن الفقر في الوطن غربة).
 حب الفضول و المغامرة، لدى الشباب، والبحث عن  ملاذات وفرص جديدة، لتحقيق الأحلام، (الحرية -الجمال- المال- النساء).
 سهولة هجرة البعض، عبر من سبقهم من ذويهم، المقيمين سابقاً في بلاد الهجرة، من خلال حق استدعائهم، ( لمّ الشمل)، الأقل تكلفةً وخطورةً.
 بالإضافة إلى العوامل المشجعة الأخرى، عبر الدعاية التي تقوم بها بعض الدول، بادعائها استقطاب الكفاءات والمهارات، واهتمامها بالمهاجرين، القادمين من الدول التي يجري فيها صراعات مسلحة، (سورية-العراق)، وفتح حدودها ومطاراتها لهم تحت بذريعة (حماية حقوق الأنسان).
كل ما سبق أدى، ويؤدي، إلى هجرة جماعية للعشرات من العائلات، المسيحية والكردية، وغيرها من المكونات، يومياً من الجزيرة.
حيث أن سبل العيش، باتت من الصعوبة بمكان، إضافة الى التخوف على مستقبل الأبناء، في ظل هكذا أوضاع.
من تبقّى، من مواطني الجزيرة، لا زال يعيش، في ظل الفقر والجوع، بين حالة اليأس والقلق ، والإحباط المستشري، والعين الناظرة إلى الهجرة كحالة خلاص فردي أو جمعي.
بانتظار أمل بحلول حقيقية، جدية وشاملة، تخرجهم والوطن، من هذا الواقع اليومي، من النزيف المجتمعي المؤلم، بعيداً عن الحلول المجربة سابقاً، والتي لم تفرز إلا المزيد من الدماء والاستنزاف.