اعتصام شعبي رفضاً لمكب نفايات وادي الهدة بطرطوس
بعد سنوات من معاناة أهالي القرى المجاورة لمكب نفايات «وادي الهدة» التابع لبلدية يحمور وبعد الوعود المتكررة من مسؤولي المحافظة، بأن المعمل الذي أنشئ لمعالجة هذه النفايات، هو معمل حديث وحضاري وسينهي مشكلة التلوث في هذه المنطقة التي عانت منه لسنوات.
في صباح يوم 6 أيلول 2015 استفاق أهالي المنطقة وهم قرى الغطاسية ويحمور وقلع اليازدية وخربة المعزة والزرقات ومنية يحمور وبيت نور الدين والكشفة وغيرها.. على ضباب كثيف، غطى سماء تلك القرى كلها مصحوباً بروائح كريهة لا تطاق، وكان أشبه بالشتاء النووي حسب تعبير إحدى صفحات الفيسبوك، أو أشبه بالسلاح الكيمياوي الذي ضرب المنطقة، فعشرات الأطفال عانوا الضيق التنفسي والربو، حيث أكدت مصادر مشفى الباسل أن أكثر من سبع عشرة حالة جاءت إلى المشفى من منطقة يحمور المجاورة لمكب وادي الهدة، وانتشرت أمراض جلدية مختلفة ظهرت على أجساد عشرات الأطفال الصغار نتيجة للتلوث الحاصل وانتشار الحشرات والبعوض والذباب الذي يساهم بنشره هذا المكب خاصة أن البلديات هذا العام لم ترش مبيدات المكافحة بحجة عدم توفرها بالمحافظة بسبب ظروف الأزمة؟!
قاسيون، كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة المتواجدة في هذا الاعتصام حيث تنادى المئات من أبناء القرى المجاورة، للاعتصام على مفرق يحمور وادي الهدة وقطعوا أوتوستراد صافيتا ــ طرطوس احتجاجاً على هذا المكب السرطاني، وتم قطع الأوتوستراد والطرقات المجاورة لأكثر من أربع ساعات، حتى قدوم وفد من المحافظة برئاسة رئيس مجلس المحافظة ياسر ديب وقائد شرطة طرطوس، وتم الاتفاق مع الأهالي على حل الموضوع خلال أسبوع، فتم فتح الطرقات وعادت الأمور إلى طبيعتها حيث صرح الكثير من الأهالي، أنه إذا لم تنفذ وعود المسؤولين فإننا سنعود إلى الاعتصام. أحد المواطنين صرخ قائلاً: نحن سوريون ونحن بشر فكيف ينام أطفال المسؤولين تحت المكيفات، وأطفالنا لا تنام الليل من الروائح الكريهة، وقال: أين الإعلام الرسمي أين التلفزيون فنحن مواطنون سوريون لنا حقوق وعلى الإعلام المحترم أن يقف إلى جانبنا.
والتقت قاسيون العديد من المواطنين المعتصمين:
المواطن سليمان محمود الزهرة، من قرية الغطاسية، قال لقاسيون غاضباً: نحن هنا لكي نطالب برحيل هذا المكب السرطاني فأولادي الثلاثة مرضى ولم أعد أستطع تأمين دوائهم المستمر والروائح الكريهة والتلوث هنا لا يقبله حتى الحيوان.
المواطن محمود خدام، من قرية الزرقات: أصبحت حياتنا لا تطاق فأولادي كلهم مرضى بأمراض جلدية وبالربو ونريد حلاً جذرياً لهذا الموضوع.
المواطن ملحم بيشاني، من أهالي يحمور، قال لقاسيون: إن منزلي هو مقابل وادي الهدة بـ 2كم ونعاني هذا التلوث منذ سنوات وإنني عرضت منزلي للبيع بنصف سعره لأن الحياة لم تعد تطاق.
المواطن عدنان حسن، صاحب مطعم العقبة المجاور، صرح لقاسيون: إننا نعاني منذ سنوات من هذا الموضوع ولقد تفاءلنا خيراً بتدشين معمل النفايات هنا، حيث أخبرنا المسؤولين بأنه معمل حديث وحضاري وسينهي مشكلة التلوث، لكننا تفاجئنا بتراكم جبل القمامة وانتشار الحشرات والروائح المستمر، لقد توقف عملنا ومصدر رزقنا نريد حلاً لهذا الموضوع.
المواطن محمود علي سليمان، من أهالي خربة المغرة، صرح لقاسيون: إن هذا المكب هو وباء سرطاني لأطفالنا، ونحن نعاني منه لسنوات ولا نستطيع النوم في منازلنا وطالبنا بإلغائه كثيراً، لكن دون جدوى...
المواطن فراس السلم، من قرية بين نور الدين، قال: إن هذا المعمل الذي أنشئ في المكب كلف الدولة ملايين الدولارات ولكنهم غيروا مواصفاته ولا يعمل بطاقته لأن هناك فساداً وسرقة طالت المعمل فعندما نعالجها سنحل هذه المشكلة.
المواطن رفعت محفوظ، من قرية منية يحمور، صرح: إن المشكلة ليست في المعمل رغم أنه لا يعمل بكل طاقته، بل المشكلة هي في المكب المجاور الذي يجري فيه تكديس القمامة من قبل البلديات ويجري إشعالها وبالتالي يحدث التلوث الفظيع.
المواطنة ناجية طوقان، من قرية الغطاسية، قالت غاضبة: إن هذه الحياة لا تطاق، إننا نطالب بترحيل هذه المكب، وكذلك ترحيل المسؤولين الفاسدين في هذه المحافظة كلهم معه، وتساءلت أين أعضاء مجلس الشعب الذين انتخبناهم ولا أحد منهم يقف إلى جانبنا فهؤلاء يجب أن نحاسبهم....
المواطن كامل أحمد من قلع اليازدية، قال: أنا موظف في هذا المعمل والمشكلة ليست فيه، بل بالمكب الفوضوي للقمامة التي يجري إشعالها ولهذا يجب ترحيلها...
المهندس فهد معنا، رئيس بلدية يحمور صرح لقاسيون: إنني أتفهم معاناة الناس، ولكن موضوع المكب هو ليس من صلاحياتي، بل هو قرار المحافظة وقرار وزاري وأنا معكم...
العميد قائد شرطة طرطوس، قال: أعدكم بأنه سيحل الموضوع خلال أسبوع.
ياسر ديب رئيس مجلس المحافظة، صرح لقاسيون: أعدكم بحل الموضوع خلال أسبوع فنحن من هذا الشعب وحقنا أن نقف معه ونتفهم معاناته...