مطبات: الخبز الملون
خبز الشام أطيب وأنظف... خبز الريف أطيب لأن خبز الشام أسود...هذه وجهة نظر أحد الجيران المتناقضة في أيام قليلة جداً، والسب هو تغير جودة الرغيف بنسبة 100 % مما صدمه، فمرة يشتري من أفران دمشق، وأخرى من أفران الريف.
الرجل حاله حال أغلبنا، ممن حيرتهم صناعة الرغيف الوطني، التي تبيت على حال وتصحو على نقيضها، وهنا تكثر التحليلات والتصريحات وتحميل المسؤوليات، وبين وزير ومدير تموين ومدير فرن تضيع (الطاسة)، ومعها نحن، والرغيف؟.
وعلاقة مسؤولينا مع الخبز كما كل السلع، ولا تعطي له استثناء أنه مادة أساسية على طاولات السوريين في كل الوجبات، فهو لا يشبه البندورة ولا البطاطا، وليس غذاء كمالياً كالموز والكستناء، وهو الخط الأحمر، الذي يعني تعافي الاقتصاد وانهياره، وهو دلال الدولة لشعبها الفقير، الذي لا يمكن له التخلي عن رغيفها، والذهاب إلى الرغيف المحلى بالحليب والسكر (السياحي) صاحب الاسم الكامل والدسم الوفير والسعر المرعب.
في تبريرات مسؤولينا، هناك من يحمل إدارة الفرن وطريقتها في الصنع سبب الرداءة، وهناك من يرى أن الخميرة الإيرانية هي من تجعل رائحته منفرة، ولا يصمد أكثر من ساعات قليلة، وآخر يتحدث عن نوعية القمح الأسمر غير المقشور، التي تعطيه هذا اللون الداكن، حتى صار بعرف الناس له لونان، خبز أسود وآخر أبيض، وشائعات ترى أنه يتم استخدام الشعير في صناعة الخبز وهذا أدى إلى سعادة مصابي السكر وهواة التنحيف، في أنهم هكذا إنجاز ليسوا مضطرين لشراء الخبز السكري ذا السعرات القليلة.
آخر تبريرات هؤلاء المدراء الذي يحمون المستهلك: (أنه يتم توزيع مادة الطحين إلى كافة الأفران العامة والخاصة، بالسوية نفسها من نوعية الطحين، ولكن الاختلاف في لون الرغيف يعود إلى الفرن وكيفية إعداد العجين، ومن عملية خلط مادة الطحين، حيث يتم خلط ربع مقابل ثلاثة أرباع)...إذاً بانت المشكلة ومسببها، لماذا لا يحاسب المدير حامي المستهلكين عن رغيفهم؟ والأمر هنا لا يتطلب الكثير من العناء، ولكن المشكلة على ما أعتقد ليست في فرن واحد، بل في أكثر من فرن وأكثر من منطقة؟ وهذا يعني أن حكاية الربع وثلاثة الأرباع هي تعليمات يجري تنفيذها، وتؤدي بدورها إلى صناعة رغيف بهذه الرداءة وبكثير من الجدل.