من الذاكرة: بعض من أقوال وأحداث

في رحاب العدد (700) من العزيزة قاسيون الذي يتوج مسيرة موثقة المعالم، اجتازتها عبر ثمانية وأربعين عاماً، بدءاً من سنة 1967، حفلت بتطور صاعد شكلاً ومضموناً من نشرة بصفحات أربع ترصد الواقع الحزبي والسياسي لمنظمة دمشق، إلى صحيفة بأربع وعشرين صفحة،

بينة التواجد والحضور المحترم -تملأ العين وتسر الخاطر- تجسد خطاً سياسياً مبدئياً وطنياً وطبقياً، يعبر بصدق وإخلاص عن مصالح الجماهير وأهداف شعبنا وحقوقه المشروعة في العيش الكريم، في وطن سيد حر عصي على الرضوخ والخضوع والخنوع، وفي رحاب هذا العدد تنتعش في حنايا الصدر وتنبعث في ثنايا الدماغ «براعم» أقوال مهدت لمواقف وأحداث كثيرة، لمّا تزل ندية على أفنان الذاكرة، تتزاحم الآن منطلقة لتتصدر مساحة التعبير المتاحة في هذه الزاوية، وأنا أحاول جاهداً قدر المستطاع ترتيبها وفق أولويات، لتؤدي المراد من ذكرها، وأبدأ بقول الأديب الرائع عمر فاخوري:

(ينبغي أن نفكر كيف يصحّ أن نعيش) وقوله: (الشعب هو الضمانة الباقية، وكل ضمانة سواها عرضة للزوال).

ومفهوم للكثيرين، أن الحياة تطرح في مجرى عملية التطور قضايا وظواهر جديدة، ذات طابع فكري أو سياسي أو تنظيمي... تتطلب الإجابة عنها في الوقت المناسب، وأهمية هذه الإجابة العملية في تأثيرها المباشر على المهمات المطروحة والمهمات الجديدة التي يطرحها التطور.

ومن الأقوال التي ظلت ماثلة في الخاطر، الدعوة للاستعداد ومجابهة ما يتهدد الوطن من أعداء الداخل والخارج، وقد ورد ذلك في افتتاحية العدد «68» من قاسيون تحت عنوان "ستبقى جُلقّ قبر الأعادي:

(إن حشد كافة طاقات شعبنا، للدفاع عن الوطن، وقضاياه المصيرية، لن يفشل العدوان الامبريالي الصهيوني في حال وقوعه فحسب، بل سيقلب رأساً على عقب كافة المخططات الامبريالية الصهيونية الرجعية في المنطقة، وسيسقطها جميعاً، في كافة أدوات التآمر المتواجدة على الساحة العربية).

وأختم هذه الأقوال بما كتبه الشيوعي المزمن الأديب عبد المعين الملوحي، قبل عشر سنوات في زاويته بقاسيون: (غزت اليابان الصين، فلم تهدم السور العظيم، واستعمرت بريطانيا الهند، فلم تشوه (تاج محل)، واحتلت فرنسا سوريا، فلم تحطم أعمدة تدمر. لماذا؟ لأن هذه الدول لها حضارة واكتسح الأمريكان العراق، فأباحوا متحف بغداد الغني للسلب والنهب، وأقاموا في مدينة بابل وهي من أغنى المدن الأثرية في العالم معسكراً لدباباتهم ومدفعيتهم وصواريخهم، وحطموا آثارها التاريخية. لماذا؟ لأنهم ليست لديهم حضارة، وهذا ما يستمرون عليه اليوم مع صنائعهم من القوى الظلامية المنفلتة من عقالها.