في اللاذقية النظافة في خبر كان..!
لا شكّ أن زيادة عدد سكان اللاذقية إلى أكثر من الضعف بسبب قدوم النازحين والمهجّرين نتيجة الأزمة العميقة التي تتخبّط فيها البلاد، ساهم إلى حدٍّ بعيد في تفاقم مشكلة النظافة. بالإضافة إلى العديد من الظروف الذاتية؛ كوضع الآليات ومخصصاتها من الوقود وعدد العمال والإمكانيات المتاحة للقيام بمهامّ العمل.. جعل اللاذقية ربما من أكثر المحافظات إهمالاً على صعيد النظافة.
لقد علمنا بأن عدد عمال النظافة لدى بلدية اللاذقية يبلغ في الملاك العددي الاسمي حوالي (1400) عامل. لكن الواقع الفعلي يبين أن كثيراً من هذه التعيينات تتم بتسهيل الحصول على فرصة عمل رسمية، ثم يجري فيما بعد نقلهم إلى أماكن أخرى بحسب الدعم وذلك على حساب مصلحة العمل، وبالإضافة إلى ظروف الأزمة التي جعلت العدد المتبقّي غير كافٍ للقيام بأعباء نظافة المدينة.
البنية التحتية والآليات موجودة لكن..؟
يوجد لدى مديرية النظافة حوالي ثمانين آلية من سيارات ضغط كبيرة ومتوسطة وتراكتورات وتركسات وشاحنات قلاّب، بالإضافة إلى حوالي (400) عربة لجمع القمامة..
وبالتالي فإن البنية التحتية من تجهيزات ومعدّات تعتبر معقولة ويمكنها القيام بمهامّها في الحفاظ على نظافة المدينة فيما لو استُثمِرت على الوجه الأمثل.
إلا أن واقع النظافة في المدينة أصبح من المنسيّات. إذ يكاد أن لا يخلو شارع – وخاصةً في الأحياء الشعبية –إلا وتلال القمامة مكدّسة سواء قرب الحاويات، أو متناثرة هنا وهناك.. ومن المتعارف عليه أنه يجب ترحيل القمامة أربع مرات يومياً. بينما في الواقع فإن الترحيل يتم لمرتين وفي أغلب الأحيان لمرة واحدة وأحياناً كل عدة أيام. كل ذلك طبعاً حسب (حقارة) أو (أكابرية) الحيّ وتواجد المسؤولين فيه.ولقد بات مألوفاً أن تصطدم عيناك بمناظر التلوّث في كل مكان..
ما هو الحل..؟
نقترح فيما يلي بعضاً من الحلول التي نراها تساهم في إعادة الجمال والألق، لو جزئياً لهذه المدينة التي تستحق أن تعود إلى لقبها: (عروس الساحل)
- إعادة المفرزين دون وجه حق إلى عملهم الأصلي لدى مديرية النظافة. أو الاستعاضة عنهم بتعيينات جديدة.
- إصلاح الآليات المعطلة،ولا سيما منها شاحنات الضغط الكبيرة وزيادة مخصصاتها من الوقود.
- إصلاح الحاويات المعطوبة وتزويدها بأغطية نظامية، وغسل الحاوية بعد تفريغها إمعاناً بالنظافة.
- إيجاد حلول ناجعة لأولئك البائسين الذين ينبشون الحاويات بغية الحصول على الفوارغ والقطع البلاستيكية والخردة..
- تحفيز عمال النظافة من خلال زيادة تعويض طبيعة العمل حسب ما كان معمولاً بهسابقاً بنسبة 100% من الراتب المقطوع استناداًللمرسوم رقم /7/ لعام 1996.
- تحسين نوعية اللباس الممنوح للعمال.
- تحسين الوجبة الغذائية لتتناسب مع الصحة والسلامة المهنية. وزيادة قيمتها بما يتفق والوضع المعيشي الحالي.
- حسب تعميم وزارة الإدارة المحلية والقاضي بتعيين مراقب نظافة لكل (35) عاملاً، نقترح تعيين مراقب لكل (10) عمال ليتمكن من مراقبتهم عن كثب.
- شمول كافة العاملين بالضمان الصحي ولكافة الأمراض.
- تعويض العمال أجور العمل الإضافي عن يوم السبت، لأن العمال لا يعطّلون سوى يوم واحد في الأسبوع.
- إيجاد مقرّات مخصصة لعربات جمع القمامة بعد الانتهاء من استخدامها، لا ركنها كيفما اتفق في بعض الزوايا المهملة في الأحياء.
أما المطلوب شعبياً:
- التقيد بمواعيد ترحيل القمامة، مع التأكيد على ضرورة وضع القمامة في أكياس مغلقة ومربوطة بإحكام.
- تفعيل القوانين الناظمة للنظافة العامة من خلال فرض غرامات جزائية لكل من لا يلتزم بقواعد النظافة. والسعي لتعديل التشريعات التي تسهم بتحصيل هذه الغرامات.
- تشجيع حملات التطوع الجماعي لنظافة المدينة بدءاً من المدرسة.
- الدعاية والإعلان في وسائل الإعلام كافة حول أهمية النظافة، والتعاون مع عمال النظافة واحترامهم وتقدير جهودهم. كونهم الجنود المجهولين في إظهار الوجه المشرق للمدينة.
لا شك أن العمل في مجال التنظيف يعتبر من الأعمال الشاقة ويحتاج إلى كثير من الصبر وتحمّل الروائح الكريهة، بالإضافة إلى تحمّل صوت محرك السيارة وارتطام الحاوية بالرافعة وما إلى ذلك.. ناهيك عن سوء التعامل والاحتقار من قبل العديد من الناس وإشعارهم بالدونية في كثير من الأحيان، ليس لشيء سوى لأنهم اختاروا هذه المهنة الشريفة.
لقاء لم يتم..؟!
أخيراً، وبعد أن تم إعفاء مدير النظافة وتعيين بديل عنه، حاولنا اللقاء مع المدير الجديد لنستوضح منه عن برنامجه، وبعد الاتفاق على موعد باليوم والساعة، اعتذر عن اللقاء دون مبرر. نأمل أن يكون المانع هو انهماكه في إعداد الخطط الإستراتيجية لنظافة هذه المدينة المنكوبة تاريخياً بمسؤوليها..!؟