بلدية «صافيتا».. إهمال وتسيّب وتجاوزات؟!
تعتبر مدينة «صافيتا» من أهم المدن السياحية في سورية وأشهرها. وفي خضم الأزمة السورية الطاحنة وفد إليها الآلاف من النازحين القادمين من مختلف المناطق السورية الساخنة، فأصبحت مدينة مكتظة بالسكان، وهي المركز التجاري والاقتصادي لمنطقة واسعة جداً تربط محافظة طرطوس بمحافظة حمص.
«قاسيون» كانت حاضرة في شوارع «صافيتا»، والتقت العديد من السكان الذين اشتكوا لها الكثير من الإهمال والتسيّب والتجاوزات في المدينة، خاصة فيما يتعلق بتقصير بلديتها في مختلف المجالات الخدمية والاقتصادية. وفيما يلي عينة ممن التقتهم:
ازدحام مروري خانق
فالمواطن «جورج» تحدث لـ«قاسيون» عن الازدحام الشديد في المدينة الذي أصبح لا يطاق خاصة في فترة الفورة للمدارس والموظفين، قائلاً «بعد وفود الآلاف من النازحين إلى صافيتا- وباعتبار أنها مدينة جبلية وطبيعية شوارعها ضيقة- يجب التفكير بطرق التفافية جديدة حول المدينة، وإيجاد مخارج سهلة خاصة للسيارات العابرة إلى المناطق الأخرى».
وتابع «هذه قضية عاجلة لا يجوز تأجيلها أبداً، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الطرق الموجودة في الكورنيش الجنوبي والشمالي لم تعد تخدم بالشكل المطلوب».
تجاوزات فاضحة
وبدوره تحدث المواطن «أبو كفاح» لـ«قاسيون» قائلاً «إن بلدية صافيتا تتعامل مع الناس بمنطق (ابن الست وابن الجارية)، حيث قامت بفرض المخالفات التعسفية على الكثير من المحلات والأبنية العائدة للأهالي، في حين تم تجاهل مخالفات الحيتان الكبار من متعهدي البناء والتجار الكبار، علماً أن أغلب أعضاء المجلس البلدي هم من المتعهدين والمقاولين المتنفذين والمكتب التنفيذي معهم!؟».
الكراج وصمة عار
وتحدثت المواطنة «وسام-ح» لـ«قاسيون» عن قضية الكراجات والحمامات التي لم تنفذ فيها حتى الآن رغم مرور عدة سنوات، «إن عدم وجود حمامات في كراجات صافيتا هي وصمة عار على بلدية صافيتا. وأما عن السرافيس فحدث ولا حرج، فالتلاعب بتسعيرة التموين علنية على مختلف الخطوط والمناوباتن فبعد الدوام لا أحد يلتزم بها».
وتابعت حديثها قائلة «أصحاب الدخل المحدود لم يعد باستطاعتهم تحمّل هذا الغلاء الفاحش لأجور وسائط النقل، خاصة إذا اضطر أي مواطن أن يأخذ طلب تكسي مثلاً إلى أي منطقة، فالأسعار لا تطاق، والحجة عند السائقين حاضرة (ما في محروقات ما في مازوت)، وأضافت «الغلاء أصبح خيالياً مع مستوى الدخل المحدود للمواطن».
ضرائب ظالمة
في حين تحدث «وائل»، صاحب محل خضار في حارة البازار، عن الضرائب المجحفة التي تفرض بحقهم، قائلاً «ليس معقولاً الضريبة التي تفرضها البلدية على المحلات التجارية والحارة الغربية، حيث يتم احتساب ضريبة هذه المناطق بنفس ضريبة محلات ساحة الدريكيش والبرج، وهو المركز التجاري للمدينة».
وتابع «الكل يعرف أن أي محل في السوق التجاري يوازي دخله عشرة أضعاف محلات أطراف المدينة، وهذا ظلم واضح، ونتمنى من بلدية صافيتا التراجع عنه...».
حفر متراكمة وحجج واهية
وبدورها تحدثت السيدة «مريم» عن سوء الطرقات في المدينة، خاصة على الكورنيش التحتاني الجنوبي وعلى طريق البازار القديم باتجاه «الديوسة»، وعن الغبار والقمامة التي تترك لعدة أيام في بعض الأحياء وبشكل خاص على أطراف المدينة.
وقالت «يتم تمديد مجارير صحية أو هاتف أو ما شابه، وتظل الطرق لعدة أشهر بدون ترميم. والبلدية تقول إن المتعهد تأخر بالتنفيذ وأنه لا يوجد تمويل لتعبيد الطرق.. والأزمة حجة حاضرة دائمة مع أننا متأكدون من أن مبالغ كبيرة صرفت من الوزارة (وزارة الإدارة المحلية) لتنفيذ طرق صافيتا المختلفة.. وأما الفاسدون فهم حاضرون دوماً للتبرير تحت حجج واهية، والأسوأ من ذلك أن بلدية صافيتا تتعامل مع أي مواطن فقير تأخر عن دفع ضريبة مستحقة لكي تبتزه وتفرض عليه أعلى الفوائد بدون أي تقدير أن الوطن الجريح يعيش أزمة ومأساة والمواطن السوري هو الضحية».