من الذاكرة: قاسيونيات

صداقتي مع الغالية «قاسيون»، تعود إلى العدد الأول منها الذي صدر في آب 1967 تنفيذاً لقرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري بتكليف اللجان المنطقية في المحافظات بإصدار صحفها المحلية لتغطي إلى جانب الصحيفة المركزية «نضال الشعب» كل النشاطات الحزبية الآخذة بالاتساع، وأخبار المحافظات

وقد وصلني العدد الأول (المولود الجديد) بعد أسبوع من إصداره، وكنت في عداد الدفاع المدني، ومقرنا في مدرسة الصاحبة، فأسرعت إلى تصفحه ثم قرأته (من بابه إلى محرابه) فلاقى هوى في نفسي، مما حفزني بعد ذلك إلى مواكبة الأعداد التالية بالقراءة والمساهمة بإيصالها إلى الرفاق في منظمة الحي وإلى عدد من الأصدقاء. وعندما صرت عضواً في لجنة حي الأيوبية أحد الأحياء الثلاثة لركن الدين، ولجان الأحياء تابعة للإدارة المحلية، بدأت بمراسلة نشرة «قاسيون» بمطالب وشكاوى الحي وبشكل خاص سكان الحارات التي نشأت كامتداد للحي نحو أعلى سفح قاسيون.
وعندما أصبحت عضواً في مجلس محافظة دمشق إلى جانب خمسة رفاق آخرين، انضممت إلى هيئة تحرير الصحيفة وكلفت بتغطية نشاطات الرفاق وعمل المجلس ورصد كل ما يهم سكان العاصمة وبخاصة حزام الفقر سور دمشق (مناطق المخالفات الجماعية) وما يحتاجونه من مرافق وخدمات، وكان العدد الأول الذي شاركت بالكتابة فيه هو العدد رقم (80) الصادر في شهر حزيران عام 1983 (وثمن العدد 50 قرشاً سورياً) بمقالة عنوانها (مجلس المحافظة وهموم المواطنين) ومن حينها بدأت أيضاً بمشاركة مصحح الصحيفة بعمله، وما زلت حتى اليوم أصحح وأدقق مواد الجريدة.
والزاوية الأولى التي كتبتها إلى جانب أخبار المحافظة كانت بعنوان «نافذة على دمشق» ثم كتبت زاوية «ماذا تقول يا صاحبي»، والتي استمرت من العدد 149 تاريخ 12/4/2001 حتى العدد 287 في كانون الأول 2006، وبعدها زاوية «كيف أصبحت شيوعياً؟» من العدد (288)– 16/1/2007 إلى العدد (500) التي تضمنت لقاءات مع مئة رفيق ورفيق من داخل التنظيمات الحزبية وخارجها ومن المزمع إصدارها في كتاب بمناسبة دخول حزبنا الشيوعي عامه التسعين.
وبصدور هذا العدد (الحالي) يصبح ما شاركت به الرفاق أسرة تحرير الصحيفة خلال اثنين وثلاثين عاماً ستمئة عدد بالتمام والكمال، مشاركة هاو لا محترف ومتطوع بدون أجر أو تعويضات. وسعادتي الكبرى أن أرى صحيفة «قاسيون» تشق طريقها، بجهد الرفاق ولا سيما الشباب الأعزاء بجدارة ونجاح في إيصال سياسة الحزب إلى أوسع الجماهير.