محافظة دير الزور  بين الأوضاع المأساوية وفاشية «داعش»..!

محافظة دير الزور بين الأوضاع المأساوية وفاشية «داعش»..!

يوماً بعد يوم، تزداد معاناة المواطنين في المحافظة ومناطقها ريفاً ومدينة، سواء في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة والتكفيرية منها خاصةً، وتحديداً «داعش» وأخواتها، أو ما تبقى منها تحت سيطرة الدولة في المدينة.

وهذه المعاناة ليست الاقتصادية الاجتماعية والخدمية والأمنية منها فقط، وإنما طالت الحياة والوجود الفردي والجماعي، بعد ازدياد الممارسات الوحشية للتكفيرية الفاشية وتضاعفها ودخول القصف الجوي (الشكلي) لما يسمى التحالف، الذي تقوده أمريكا على الشعبين السوري والعراقي، بحجة محاربة الإرهاب.
كلّ ذلك دفع إلى تهجير جماعي ونزوجٍ فردي، فأصبحت العديد من القرى والبلدات والمدن الأخرى مجدداً خاوية أو شبه خاوية.
البوكمال..
موجةً جديدة من العنف، تمارسها داعش على أهالي مدينة البوكمال وريفها، لخوفها من اندلاع مقاومة شعبية واسعة ضدها، نتيجة ممارساتها السابقة والحالية وانكشاف دورها التخريبي وارتباطاتها الخارجية، فقد حدث اغتيال لبعض عناصرها وتفجير لسيارة(الحسبة)مما دفعها لفرض حظر التجول ومنع ركوب الدراجات النارية ليلاً، مع استمرار حالات الجلد والقتل لأبسط الذرائع كالتدخين والحجاب والصلاة وغيرها، أو الاتهام بالعمالة لقوى أخرى أو النظام فيستوجب التكفير والقتل وقطع الرأس من قبلها.
تهريب النفط والخضروات
من ناحيةٍ أخرى ارتفعت أسعار المحروقات ارتفاعاً كبيراً، نتيجة ما تقوم به داعش من نهب الثروة النفطية وتهريبها إلى العراق بأسعارٍ بخسة، ومنه إلى الأسواق الدولية. ومؤخراً دخلت الخضروات على خط التهريب إلى العراق، وهذا ما يحقق للتكفيريين مبالغ كبيرة، إضافة لحرمان المواطنين منها مستغلين معاناة المواطنين والشباب منهم خاصةً مما سبب احتقاناً وانقسامات مجتمعية.
مدن وقرى خاوية
نتيجة الأوضاع وممارسات «داعش» أصبحت العديد من القرى والمدن والبلدات خاوية من أهاليها الذين أرغموا على المغادرة إلى تركيا أو المحافظات الأخرى، كمدينة موحسن وقرى البوعمر(العبد) والمريعية على الضفة اليمنى لنهر الفرات شرقي دير الزور، وكذلك غالبية سكان قرى جديد بكارة وجديد عكيدات والصبحة على الضفة اليسرى. وقرى قبيلة الشعيطات هجين وأبو حمام والكشكية،التي تعرض أهلها لمذابح وتهجير جماعي قسري، نتيجة وقوفها في وجه «داعش».
مدينة دير الزور
وفي المدينة وضواحيها، حدثت في الأسبوع الماضي اشتباكات بين الجيش وبعض المجموعات المسلحة التي لم تخضع لـ«داعش» في حويجة صكر (جزيرة) في وسط نهر الفرات، حيث تقدم الجيش، وسيطر على منتصف الحويجة، مما أدى إلى سقوط عددٍ كبيرٍ من القتلى والجرحى، وشهدت الحويجة وقرية حطلة التي تقابلها على الضفة اليسرى، والتي تحت سيطرة «داعش» نزوحاً كبيراً للأهالي وبشكلٍ جماعي.
وما أثار الغضب والاستياء، أنّ «داعش» قامت بتجيير ذلك لإخافة وإرهاب المواطنين في أحياء المدينة التي تحت سيطرتها، فقامت بقطع رؤوس الجنود والطواف بها وبجثثهم في سياراتهم.

لا شكّ أن الأوضاع المأساوية وممارسة المجموعات التكفيرية وتحديداً «داعش»، سببت بروز حالات ٍ فردية من المقاومة الشعبية التي يجري التعتيم عليها من قبل مختلف وسائل الاعلام.