طلاب الشهادة الثانوية... بين الواقع والآمال
تستمر العملية الامتحانية لطلاب الشهادة الثانوية العامة والمهنية والشرعية لدورة عام 2014، والتي بدأت يوم الأحد الواقع في 1/6/2014 حيث بلغ عدد المتقدمين لهذا العام حوالي 335606 طالباً وطالبة منهم 211139 طالباً وطالبة للفرع الأدبي و124467 طالباً وطالبة للفرع العلمي بالإضافة إلى 28545 طالباً وطالبة في الثانوية المهنية بمختلف فروعها متوزعين على 2751 مركزاً امتحانياً.
وتأتي هذه الامتحانات في ظل ظروف استثنائية تاريخية تمر بها سورية والتي لم تعرف مثيلاً لها أي دولة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية بتداعياتها الكارثية والإنسانية حتى بلغت قيمة الأضرار التي أصابت البنية التحتية لمؤسسات قطاع التعليم العالي حوالي 8.663 مليار ليرة سورية، بينما بلغ حجم أضرار قطاع التربية حوالي 100 مليار ليرة سورية.
رغم الظروف الأعداد كبيرة
إلا أن حجم تلك الأضرار كان بمعظمه في مناطق السكن العشوائي وأحزمة الفقر، وبالتالي فإن حجم النزوح واللجوء من هذه المناطق كان مروعاً ومثيراً للجدل مما انعكس على الطلاب في استكمال دراستهم، لذلك توجه البعض إلى سوق العمل فكانوا الضحية.
ورغم هذا وذاك فإن ّ تلك الظروف القاسية لم تستطع أن تعيق مستوى طموحاتهم في إتمام التعليم باتجاه تحقيق حلمهم المشروع في الدخول إلى الكليات والجامعات، ولذلك ازداد عدد هؤلاء المتقدمين للشهادة الثانوية العامة مقارنة بالعام الماضي الذي بلغ فيه عدد المتقدمين حوالي 89323 طالباً وطالبة للفرع العلمي و 147557 طالباً وطالبة للفرع الأدبي.
وفي هذا السياق كان مركز الدوير في ريف دمشق قد استقبل حوالي 450 طالباً وطالبة بمساعدة الجيش العربي السوري من أجل تقديم امتحاناتهم من الغوطة الشرقية.
ملاحظات أولية
وبعد استكمال المستلزمات الامتحانية في مختلف المحافظات السورية توجه هؤلاء الطلاب إلى المراكز الامتحانية، وبعد تأدية وتقديم امتحاناتهم لمادتي الفلسفة والفيزياء تبينّ ما يلي:
- أنّ الآراء قد تبايّنت بين الطلاب من جهة والموجهين الاختصاصين من جهة ثانية حول طبيعة الأسئلة، ومدى مراعاتها لمستوى الطلاب، وشموليتها للفقرات، والموضوعات التي تتألف منها المواد الدراسية.
- نسبة الأسئلة الاختيارية أكثر من الأسئلة الموضوعية علماً أن فقرات الدرس هي في معظمها مقالية بعيدة عن منطق التحليل والتركيب.
- ولذلك يجب أن تراعي الأسئلة الاختيارية مستوى التحليل والتركيب والفهم بسبب تعديل النهايات العظمى أي أن هذا التعديل يفرض بالضرورة زيادة عدد الأسئلة ليتناسب مع الوقت.
وفي ظل ذلك يتبيّن أيضاً أن مستويات الطلاب أصبحت متدنية، فالكثير منهم غير ملّم حتى الآن بالعمليات الحسابية الأربع. ومن هنا يجب إعادة النظر بشكل هادئ ومسؤول بالعملية التربوية والتعليمية.
المرسوم ومرونة تطبيقه
والجدير بالذكر هنا بأن المرسوم /300/ للعام 2012م، والذي تم تطبيقه لعام 2013م، سمح بموجبه التقدم للدورة التكميلية في حال الرسوب بثلاث مواد على الأكثر أو تقدمه لتحسين ثلاث مواد على الأكثر إذا كان ناجحاً في الدورة الأولى من العام نفسه ومحققاً للنهايات الصغرى للمواد كافة.
ومن هنا يجب مراعاة ظروف هؤلاء الطلاب الذين لم يستطيعوا القدوم من مدينتي عفرين وعين عرب «كوباني» إلى مدينة حلب لتقديم امتحاناتهم بسبب الظروف الأمنية وصعوبة تأمين السكن...الخ، وخاصة أن حوالي 100 طالب من شهادة التعليم الأساسي من هؤلاء مازالوا رهن الاعتقال والاحتجاز لدى الجماعات الإرهابية منذ 29/6/2014.