مازوتيات
أصحاب الاتجاهات العقلانية بالاقتصاد السوري في الأمس القريب.. الذين كانوا قد لبسوا البدلات العسكرية في الأمس البعيد واستخدموا كل أدوات الدفاع عن التأميم والدعم واقتصاد الشعب... أعلنوا ارتدادهم عن سابق مبادئهم وإخضاعهم أنفسهم للنقد الذاتي ولبسوا بدلات «بكرافة» ودافعوا بشجاعة عن حماية موارد الدولة من الهدر الشعبي.. فكانت إحدى نتائج توبتهم رفع الدعم عن المازوت، حتى يمشي مع المازوت العالمي، وحتى نحمي المازوت الوطني من التهريب.. طبعاً لم يحددوا أي تهريب.. وكانت سيناريوهات كبيرة وصغيرة..
أراض مهجورة و«موتورات مي» متكلسة.. شوارع مرصوفة بعمال المعامل السابقين..
بيوت اختارت للدفء سبيلاً آخر، أو اقتنعت بأن الدفء يؤدي إلى الخمول وصنفوه بإطار البطر...
وحتى «موتورية» التهريب الصغير صفّت عند بيوت الريف الفقير..
والسيناريو الخفي كان تجميع التهريبات الصغيرة باليد الواحدة الكبيرة.
اليوم.. أعادوا النظر، وأقروا التهور، وأعطوا الشعب خمس ليرات عن كل ليتر..
«من وين رح يعطوها؟ ووين رح يطلع الفرق؟»!! ما من إجابة.
لكن التوقيت.. مع بدايات الصيف، وانقضاء مواسم السقاية، وزيادة المعامل المقفلة..!
يبدو أن المستفيد الوحيد اليوم جماعة السيناريو الخفي!.