الهاون «الأعمى»..!
شهدت وتشهد العديد من مناطق التوتر في البلاد وخصوصاً مدينة دمشق إطلاقاً عشوائياً لقذائف «الهاون» تستهدف غالباً مناطق يقطنها مدنيون، شملت حتى المدارس والجامعات وذهب ضحيتها كثير من المواطنين الأبرياء، بما فيهم أطفال وطلبة جامعات ومدارس...
وازدادت وتيرة تساقط هذه القذائف العمياء في الأسبوع الماضي على العديد من أحياء العاصمة وخاصة في مدينة جرمانا التي كان ضحاياها مدنيين لا علاقة لهم بالصراع بالمعنى المباشر حيث تراوح عدد القذائف بين 7 و35 قذيفة يومياً تقريباً.
فقد استشهد في الأسبوع الماضي في جرمانا الطفل «محمد عدوان» وأصيبت شقيقته، وكذلك الطفل «رمزي رداد القبلان، والشاب إيهاب ملاعب والشاب وسام خويص، والصيدلاني إياد خليل أبو سعادة..»، عدا الأضرار المادية وعشرات الجرحى. وخاصةً أن جرمانا تضم عشرات آلاف المهجرين إن لم نقل مئات الآلاف، من ريف دمشق والمحافظات الأخرى غير سكانها الأصليين .
كما سقطت قذائف أخرى على حيي باب توما والقصاع ومحيط المشفى الفرنسي، وأخرى على حي الصالحية وقرب البرلمان وساحتي يوسف العظمة والأمويين وغيرها.. وأيضاً سببت سقوط شهداء، والعشرات من الجرحى، ناهيك عن الأضرار المادية..
إن استخدام هذه الأداة العمياء لها جملة وظائف وأهداف ودلالات:
- هي مؤشر على عجز وإفلاس تلك الجماعات المسلحة التكفيرية المدعومة من الخارج، فهي تحاول أن تعلن عن إنها ما زالت قادرة على فعل شيء.
- إنها رد على جملة الهدنات والتسويات التي عقدت في ريف العاصمة وساهمت في تهدئة الأوضاع في بعض المناطق.
- إثارة المزيد من التوتر والفوضى وقطع الطريق على الحل السياسي، وتبرير تدفق المسلحين والسلاح من خارج الحدود.