«قليلو حيلة» يا «شطار»؟!
إنها الأسطوانة التي شرخّت أذاننا منذ زمن طويل، وما نزال نسمعها كل يوم، فمن عجز عن توفير الحياة الكريمة له ولأسرته يوصف ويتهم بقليل الحيلة، وهذه الجملة تباغتنا في كل لحظة من قائلها الفهلوي، وسواء كنّا نعمل في القطاع العام أم الخاص أم المشترك، يطاردنا هذا الذكي متهماً إيانا بأننا سبب شقائنا!.. وعندما نحاول معرفة المقصود بـ«قليل حيلة» رغم عملنا المتواصل في عدة أعمال، نسمع مصطلحات أخرى أكثر وضوحاً مثل «أنت غر»! وعندما يفقد قائلها عقله من بلادتنا يقولها بالمشرمحي «دبر راسك» و«حلال على الشاطر»..
لطالما الأمر هكذا نقولها بصراحة لهؤلاء الأذكياء: لقد فشلتم في إفسادنا، ولعلمكم لسنا وحدنا قليلو الحيلة في بلادنا، بل إننا نشكل الأكثرية العظمى التي تعيش دون حيَل، وحرمت من العيش الكريم، وإذا كانت الزيادة الأخيرة في الرواتب جاءت كي تخرجنا من هذه الخانة التي اتهمنا بها، فنقول: إنها ذهبت مع ريح الأسعار المرتفعة ولم تنفعنا، وما زلنا نعيش في القلة. وإذا ما استمر فقرنا المقصود قد نربح الانتخابات البرلمانية والبلدية وحتى الرئاسية القادمة، لأننا اليوم نناهز ما يقارب ثمانين بالمئة من قليلي الحيلة، وعددنا يزداد يومياً، ولم تنفعنا كل الخطط الخمسية التي عاصرناها وخاصةً الخطة الخمسية العاشرة التي كانت لها الفضل الأكبر في إنتاج حكومة وفريق اقتصادي «دردري»، ساعدت في لم شملنا نحن قليلي الحيلة، فوصلنا إلى الخطة الخمسية الحادية عشرة ونحن حفاة عراة، وهنا ليس أمامنا سوى المطالبة بتصحيح الوضع برمته، فلولا نقنا لما حصلنا على «نكلة»، لا من هذه الحكومة ولا من غيرها، ولإعلام الذي كان يدعونا إلى تدبير رأسنا نقول: لقد قررنا أن نوجع رأسنا بشكل جماعي ودائم لكي تصبح ثورة قليلي الحيلة ومبادئهم المنافية للفساد والإفساد حقيقة واقعة، وسنبقى ننق حتى تحقيق كامل حقوقنا في العدالة والمساواة..
فمقولة «امشي الحيط الحيط وقل ياربي السترة» أصبحت من الماضي يا طويل العمر!.