الهلال الأحمر السوري في ظل الأزمة مهام كبيرة... وضعف في الإمكانات... (تجمع البطيحة نموذجاً)
ماهر فرج ماهر فرج

الهلال الأحمر السوري في ظل الأزمة مهام كبيرة... وضعف في الإمكانات... (تجمع البطيحة نموذجاً)

رغم كثرة الحديث في الإعلام السوري عن الدور الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر السوري، في تقديم المساعدات العاجلة للمهجرين والمتضررين، إلا أن الواقع على الأرض يبدو عكس ذلك.

إلا أنه يوجد مناطق كثيرة حضنتالمهجرين بكميات ضخمة، دون أن تمتلك أي إمكانيات ولو بسطة لتقديم المساعدات لهم ، رغم وجود بناء للهلال الأحمر لكن دون فاعلية بسبب عدم تقديم الدعم المطلوب، ليقوم بواجبه اتجاه آلاف المهجرين، والأمثلة كثيرة فيالقنيطرة والتجمعات التابعة لها داخل وخارج المحافظة، كـ «تجمع مخيم الوافدين، جديدة عرطوز .......؟» . 

- مهجرين في مخيم الوافدين:

على سبيل المثال لا الحصر يعتبر تجمع مخيم الوافدين للنازحين من أهالي «الجولان المحتل» من المناطق التي استقبلت أعداداً كبيرة من العائلات المهجرة  من معظم المحافظات السورية، كـ «ريف دمشق، حلب، حمص،إدلب، حماه، دير الزور»، إضافة إلى العائلات التي هجرت من ضواحي دمشق، كـ «حرستا  ودوما، الشيفونية، الحجر الأسود، الذيابية، الحسينية، مخيم اليرموك، ومخيم فلسطين، المليحة»، حيث استقبل تجمع مخيم الوافدينلغاية شهر تشرين الثاني 2012 أكثر من «1000» إلى أن وصل العدد حالياً إلى أكثر من «1300» عائلة  وفق إحصاء قام به فرع البطيحة التابع لفرع القنيطرة للهلال الأحمر، بين الإحصاء «742» عائلة مهجرة من ريفدمشق، منهم «142» من منطقة الشيفونية  و«200» عائلة مهجرة من «السيدة زينب، الذيابية، والحسينية، ومخيم اليرموك»   و«75» عائلة من محافظة حمص، و« 50» من محافظتي «حماه وإدلب» «242» من عدةمناطق، كـ «دير الزور، حلب، درعا، الرقة» .

- معاناة المهجرين في التجمع :

تعاني العائلات المهجرة التي وفدت إلى تجمع مخيم الوافدين من نقص حاد في المساعدات والإعانات، نتيجة ضعف إمكانات فرع البطيحة للهلال الأحمر، وعدم استجابة الفروع الرئيسية للهلال الأحمر في محافظة القنيطرةللنداءات الكثيرة التي وجهها العاملون في فرع الهلال الأحمر في التجمع لهم. فمعظم المساعدات التي تقدم لهم تأتي من التبرعات التي يقوم بعض «أهل الخير، وأئمة المساجد» بجمعها، إضافة إلى الجهد الذاتي الذي يبذله بعضالمتطوعين في الهلال الأحمر فرع البطيحة، رغم كل الجهود المبذولة لتأمين المساعدات الضرورية للمهجرين، إلا أنها لا تزال عاجزة عن تأمين أبسط متطلبات المهجرين، التي تتمثل بـ « المسكن المؤقت، والمحروقات،والمواد الغذائية، والصحية، والدوائية، إضافة إلى عدم وجود الأثاث من «بطانيات وفرش»، وثياب مناسبة لفصل الشتاء»، كما أن معظم العائلات المهجرة، تعيش في ظروف غير صحية وفي مساكن غير معدة للسكن،فالمسكن الواحد قد يجمع عدة عائلات معاً تقيم كل عائلة في غرفة، كما أنه يوجد عائلات كاملة مهجرة تقيم في محلات تجارية غير مستعملة لا تتجاوز مساحتها «5بـ4» أمتار، هي غير مزودة بالكهرباء والماء، ولا يوجد فيهامنتفعات صحية .

لكن المعاناة الأكبر تتمثل لدى العائلات التي لديها مواليد جدد حيث يعانون من غياب الدفء نتيجة عدم توفر «المحروقات» أو أي شيء ينوب عنها، خصوصاً تلك العائلات التي تقيم في المحال التجارية التي لا يفصل بينهموبين برد الشارع ومطره سوى «غلق المحل» الحديدي.

نداءات في الهواء:

للوقوف على وضع المهجرين ومعاناتهم في تجمع مخيم الوافدين، وللوقوف على دور منظمة الهلال الأحمر في تقديم المساعدات للمهجرين، قصدت «قاسيون» المحامي «جهاد خطاب» أحد المتطوعين في منظمة الهلالالأحمر فرع البطيحة في التجمع.

ليتبين لـ« قاسيون» أن إمكانات فرع للهلال الأحمر في تجمع البطيحة « تجمع مخيم الوافدين» لا تتناسب امكاناته  مع أعداد العائلات المهجرة التي وفدت إلى التجمع، حيث أنه فرع صغير يتبع لفرع فرع للهلال الأحمرلمحافظة القنيطرة الذي يتبع بدوره لمنظمة الهلال الأحمر السوري.

رغم كل المناشدات والنداءات التي قدمها المسؤولون عن فرع الهلال الأحمر في التجمع  لفرع الهلال الأحمر في محافظة القنيطرة لتزويدهم بمساعدات تتناسب مع الأعداد الموجودة على أرض التجمع، إلا أن كل نداءاتناذهبت أدراج الرياح، فآخر كمية وصلت للهلال الأحمر - فرع البطيحة - من فرع الهلال الأحمر في محافظة القنيطرة، كانت في 2012-10-2، بكمية قليلة من المساعدات الغذائية والتي اقتصرت على «350» سلة غذائية،ورغم أن عدد العائلات المهجرة حينها وصل إلى «1000» عائلة، فالكمية لن تكفي جميع العائلات حتى لو قسم محتوى كل سلة على عائلتين، منذ ذلك الحين لم يصل للهلال الأحمر فرع البطيحة أي مساعدات تذكر.   

 قلة الكمية التي خصصت للمهجرين الموجودين في التجمع كانت، بحجة أن مخصصات فرع الهلال الأحمر في محافظة القنيطرة لا تتجاوز «1300» سلة غذائية فقط، ستقسم على معظم تجمعات المحافظة التي استقبلتالعائلات المهجرة، رغم أن الإحصاءات الرسمية أكدت على وجود أكثر من «60» ألف عائلة مهجرة موجودة في محافظة القنيطرة وحدها، فكيف «1300» سلة غذائية أن تكفي كل هذه العائلات المهجرة الموجودة علىأراضيها وفي التجمعات التابعة لها خارج المحافظة ..؟

  وبعد أن باءت كل المحاولات بالفشل، تقدم فرع الهلال الأحمر في هذا التجمع، بطلب لفرعي الهلال الأحمر في محافظتي دمشق وريفها لتزويدهم بالكميات المطلوبة من المساعدات، لتلبية احتياجات المهجرين لديه، إلا أنهاقوبلت بالرفض بحجة أن تجمع البطيحة «مخيم الوافدين» تابع لفرع الهلال الأحمر في محافظة القنيطرة.

منذ ذلك الحين لم يصل لفرع الهلال الأحمر في تجمع البطيحة أي مساعدات من الهلال الأحمر فرع القنيطرة، رغم كل النداءات، والمناشدات، ورغم تزايد أعداد العائلات المهجرة في التجمع والتي وصلت إلى «1350»عائلة، علماً أن فرع الهلال الأحمر في محافظة القنيطرة قام بتوزيع مساعدات في مناطق أخرى تابعة المحافظة في شهري «11 و12» من العام الماضي. 

كما أن فرع الهلال الأحمر في تجمع البطيحة «مخيم الوافدين» يعاني من عدم قدرته على تأمين احتياجات أخرى للمهجرين كـ « بطانيات، وفرش، والمحروقات كـ «المازوت، والغاز»» بسبب اقتصار إمكاناته علىالمساعدات التي تصله من فرع الهلال الأحمر في محافظة القنيطرة، والتي تقتصر على المواد الغذائية إن وجدت.

و من المشاكل التي تواجه فرع الهلال الأحمر في تجمع البطيحة «مخيم الوافدين» مشكلة تأمين السكن للأعداد المتزايدة من العائلات المهجرة، وفي محاولة من المعنيين عن الهلال الأحمر في التجمع لحل مشكلة السكن تقدموابطلب لمديرية تربية القنيطرة بسماح لهم بفتح إحدى المدارس لتكون مركزاً لإيواء العائلات المهجرة، طلبت مديرة التربية من فرع الهلال الأحمر في التجمع، دراسة تتضمن ما تحتاجه المدرسة من تجهيزات لتصبح صالحةللسكن، وبعد تقديم الدراسة تم صرف النظر عنها بعد استهداف إحدى مدارس التجمع بقذيفة هاون، ذهب ضحيتها أكثر من «23» طالباً وطالبة، وبعد زيارة محافظ القنيطرة إلى تجمع مخيم الوافدين إثر هذه المأساة شرحالمعنيون عن الهلال الأحمر، ما يعانيه المهجرون في التجمع  وعن عدم قدرتهم على تقديم المساعدات بشكل كاف لهم، بسبب عدم توفر الدعم والمساعدات ومن فرع الهلال الأحمر في محافظة القنيطرة، فوعدهم المحافظ بتقديممساعدات بشكل فوري، ولكن حتى الآن لم يستلم الهلال الأحمر في التجمع أي شي مما وعدوا به من محافظ القنيطرة.

مطالب الهلال الأحمر:

يحتاج فرع الهلال الأحمر في تجمع مخيم الوافدين، تقديم الدعم اللازم، من مساعدات «غذائية وصحية ودوائية»، كافية التي تتناسب مع الأعداد الوافدة إلى التجمع إضافة إلى توسيع دائرة المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمرلتشمل «المحروقات، البطانيات، الفرش،» بشكل دوي، كما يتطلب تعاون جميع الهيئات الحكومية في محافظة القنيطرة لمساندة الهلال الأحمر في تغطية معظم احتياجات المهجرين كـ تأمين «المساكن مؤقتة» لهم، فالظروفالتي يعيش بها المهجرون في تجمع مخيم الوافدين أبسط ما يمكن أن يقال عنها بأنها ظروف غير صحية.

 

حالات واقعية:

ورد لـ «قاسيون» من أحد المتطوعين في الهلال الأحمر عن حالة توفيت نتيجة البرد، وهو رجل طاعن في السن من إحدى العائلات المهجرة كان مصاباً بمرض السكر، لم يتحمل البرد، الذي أتى به المنخفض الأخير الذيتعرضت له سورية منذ فترة، وتوفي على أثرها مباشرة.  

«أبو محمد» هجر مع عائلته من منطقة دوما، نتيجة انتشار العنف في ريف دمشق، هو الآن يقيم مع عائلته المؤلفة من زوجته وأولاده الأربعة وشقيقته في محل تجاري حديث البناء غير مزود بالكهرباء والماء لا يوجد فيه«منتفعات صحية» كما أنه لا يقيهم من البرد ولا المطر حيث دائما ما يتسرب الماء إلى داخل المحل مع هطول المطر، كما أن هذه العائلة تعاني من غياب المساعدات التي لا يحصلون إلا على القليل إن وجدت.

السيدة «م، ق»: سيدة حامل في شهرها الأخير على وشك الولادة، من العائلات المهجرة إلتقتها «قاسيون» بالمصادفة في مكتب المحامي «جهاد خطاب» المتطوع في الهلال الأحمر لتطلب المساعدة في تأمين تكاليف الولادة،بعض الأمور التي تساعد على تأمين الدفء لمولودها الجديد، حيث أنها تسكن في منزل مع عدد من أفراد عائلتها، والذين يعانون من عدم توفر «البطانيات والفرش» الكافية وعدم توفر المحروقات التدفئة والطهي.