لجان شعبية، أم لجان إثارة الفوضى؟!
الجيش العربي السوري ضامن الوحدة الوطنية، ويعتبر سلاحه السلاح الشرعي الذي ينبغي الوقوف معه في مواجهة قوى التكفير والإرهاب القادمة من الخارج، وقد يكون مفهوماً في الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد أن الكثيرين حملوا السلاح أحياناً للدفاع عن منازلهم وعائلاتهم
ولكن كما هو معلوم بعد ثلاث سنوات من الأزمة انتشرت ظاهرة فوضى السلاح في العديد من مناطق البلاد ومنها قرى وبلدات عديدة في محافظة طرطوس، سواء بحمل السلاح من «اللجان الشعبية» أو «كتائب البعث» أو عبر الطرق الأخرى من التسلح غير الشرعي، ولكن البعض من حاملي السلاح من «اللجان الشعبية» وجزء من «الدفاع الوطني» أصبحوا يمارسون «أعمالاً استفزازية» بشكل علني وبتساهل أو تغاضي أو تقصير غير مفهوم من الجهات الرسمية!؟
حتى وصلت تجاوزات هؤلاء في العديد من القرى والمناطق إلى درجة لا تطاق، فقبل فترة جرى اعتداء على «جامع» بلدة يحمور في الساعة الرابعة فجراً وبوجود إمام الجامع حيث تعرض إلى وابل من الرصاص كاد أن يودي به، لقد استيقظ الأهالي مذعورين على إطلاق نار كثيف من جهة ساحة القلعة حيث تبين في الصباح أن إطلاق النار جرى على الجامع، الأمر الذي أثار غضب أبناء المنطقة الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات هذا النموذج من عناصر «اللجان الشعبية» الذين يستخدمون السلاح في غير محله وفي سبيل مصالح أنانية وشخصية وصلت إلى السرقة وترهيب السكان.
والحقيقة فإن هذه الحادثة التي وترت الأوضاع في بلدة وادعة مثل يحمور، وغيرها من الحوادث شغلت الرأي العام وشبكات التواصل الاجتماعي، بعدة حوادث مماثلة حدثت في بلدة الحميدية وقرى الكفرون والهيشة ومجدون البحر وغيرها.. وخلقت ردود أفعال شعبية أبدت امتعاضها واستياءها تم التعبير عنها بأشكال متعددة، ومنها ما نشر على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي:
(يجب رفع شعار لا سلاح إلا سلاح الجيش العربي السوري- الساكت عن الحق شيطان أخرس والأمور لم تعد تطاق- إنني أحمل الجهات المسؤولة عن تسليح هؤلاء كامل المسؤولية- اللجان الشعبية بدل أن تكون نعمة لنا أصبحت نقمة علينا- جبهة النصرة تمارس الإرهاب وهؤلاء يمارسونه في الساحل- هناك الكثير من القرى تحولت إلى شيكاغو بسبب هؤلاء الزعران- نعيماً- هل استيقظتم أخيراً على ممارسات هؤلاء الرعاع- لماذا لا يقاتل هؤلاء مع الجيش العربي السوري في كسب؟!)، وغيرها الكثير من التعليقات الغاضبة والتي طالبت بوضع حد لهذه الممارسات؟!!