المواطن والوزراء
غالبية الوزارات وضعت إعلاناً على شاشة التلفزيون الرسمي الوطني بأن الوزير/الوزيرة تستقبل الإخوة المواطنين في اليوم كذا، من الساعة كذا، إلى الساعة كذا، من كل أسبوع. يستبشر المواطن خيراً ويجد ضالته بأن يشرح لـلوزير مشاكله وهمومه لعل الحل يكون في متناول اليد
ينتظر المواطن اليوم الموعود بفارغ الصبر، تراه يرتب أفكاره وأوراقه وما يمتلكه من وثائق وثبوتيات. وفي اليوم الموعود يهرع مسرعاً إلى الوزارة. يدخل مبنى الوزارة يستقبله موظف رسمت الابتسامة على شفتيه: نعم يا أخ. يرد عليه: جئت أقابل السيد الوزير.
يُدوّن اسمه، ويطالبه بالجلوس، يجلس هذا المواطن ليجد أن الجالسين قد يتجاوز عددهم عدد أصابع يديه، كلهم يريدون مقابلة الوزير، كان يظن أنه سيكون أول القادمين. تمضي الساعات ثم يأتي من يبلغهم: أن الوزير في اجتماع، وسيتأخر هذا الاجتماع وعليكم العودة في الأسبوع القادم وفي الساعة واليوم نفسه.
يحمل كلٌّ منهم همومه ويمضي مكسور الخاطر لتبدأ رحلة انتظار الموعد القادم. يأتي اليوم الموعود يذهب الرجل مرة أخرى، يجد بعض الوجوه من المواطنين الذين التقاهم في المرة السابقة والكل يتأمل أن لا يكون عند الوزير اجتماع كما في المرة السابقة. تدخل موظفة تنادي بصوت منخفض: من فلان الفلاني؟ ، يقف صاحب الحظ السعيد والفرحة قد غمرته، إنه سيقابل الوزير أو الوزيرة، تدخل الموظفة في غرفة أخرى، وتبدأ معه رحلة التحقيق عن أسباب طلبه مقابلة مقام الوزير/الوزيرة، يشرح لها وضعه محاولاً إقناعها متعطفاً متوسلاً، ليتفاجأ بالجواب: قدم طلباً وسجله بالديوان، وسيصل إلى السيد الوزير. يقول لها: لكنني أريد مقابلة سيادته. الموظفة: لا.. لا داعي، سيصل طلبك تأكد. هو: يا أختي من حقي المقابلة. الموظفة: صحيح لكن لا يوجد شي محرز، هكذا هي التعليمات!!.
هو: كل هذا الضيم الذي أنا فيه ولا يوجد شيء محرز لماذا تعلنون عن موعد مقابلة الوزير/الوزيرة مع المواطنين. الموظفة: هذه هي المقابلة.
يعود أدراجه إلى المنزل، وهو يردد: لذلك وصلت البلاد إلى ما وصلنا إليه، لطالما لا يوجد احترام للمواطن سنبقى نراوح في مكاننا وسيكون الآتي أعظم.