أحمد محمد العمر أحمد محمد العمر

ملعب حلب.. من هنا مرّ الفاسدون!

ظهرت أرضية استاد حلب الدولي في أسوأ حالة لها منذ عام 2007 أي منذ تاريخ افتتاح الملعب، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات ودفع إلى فتح الملفات القديمة، إذ من المفترض أن أرضية هذا الملعب تشهد صيانة دورية كل شهر لكون الملعب مصنفاً من ضمن أكبر أربعين ملعباً في العالم، وثالث أكبر الملاعب عربياً، حيث يتسع إلى 75 ألف متفرج، وقد استغرق بناؤه 26 عاماً بكلفة تجاوزت 20 مليون دولار أمريكي.

الغريب في الأمر أن القضية خرجت إلى السطح عند ظهور أرضية الملعب على شاشات التلفزيون أثناء عرض مباراة ذهاب ربع نهائي كأس الاتحاد الأسيوي بين فريق الاتحاد السوري وفريق كاظمة الكويتي، وهو ما أثار غضب رئيس الحكومة الذي «صعق» كما صعق الملايين من السوريين عند رؤيتهم لأرضية الملعب، فبادر فوراً بالتوجيه لتشكيل لجنة تحقيق مهمتها معرفة الأسباب التي أدت إلى ظهور أرضية الملعب بهذه الصورة المزرية، ومعرفة إذا ما كانت لأسباب طبيعية، أم أنها نتجت من سوء صيانة أو فساد!.

اللافت للنظر في الأمر أن عشب الملعب لم يحمل عبئاً زائداً إذ لم يزد عدد المباريات المقامة على أرضه عن 27 مباراة منذ افتتاحه.

وحسب مسؤولين في نادي الاتحاد فإن أرضية الملعب تسوء بشكل مستمر في الشهر الثامن والتاسع من السنة، ولم يكتشف الموضوع لأنه لم يشهد أية مباراة في هذين الشهرين قبل المباراة الأخيرة التي جرت بين الفريق السوري والكويتي.

وكشفت الحادثة في الوقت نفسه، أن أرض الملعب منخفضة 9 أمتار عن سطح الأرض، وأن الملعب كله يعاني من سوء التهوية نتيجة تغطيته بالكامل دون وجود وسائل تهوية فاعلة، لكن الذي لا يصدق هو أنه عند بداية العمل بأرضية الملعب كشفت الوقائع أن المتعهد لا يمتلك خبرة في الموضوع، إذ تبين حينها وجود أخطاء في التنفيذ وإهمال في الصيانة، وهو ما دفع محافظ حلب حينذاك إلى تهديد المتعهد باتخاذ إجراءات قانونية بحقه إذا لم يتحمل تكاليف إعادة صيانة أرضية الملعب بالكامل وفقاً لدفتر الشروط، والسؤال هنا: لماذا لم يتم استبعاد المتعهد وقتها واستبداله بآخر يمتلك خبرة في هذا المجال؟! ألا يشير هذا إلى تواطؤ غير معلن ضد ملعب سورية الأكبر والأحدث؟!

وإلى أن تظهر نتائج توجيهات رئيس الحكومة ووزير الإدارة المحلية ضد الفساد الحاصل على أرض هذا الملعب، ستبقى دوامة الأسئلة بلا أجوبة، ولابد من التأكيد على أن التراخي مع الفاسدين سيؤدي إلى مزيد من الملاعب المهترئة، والفساد الذي التهم العشب في استاد حلب الدولي اليوم لن يتوقف طالما أن المفسدين يجدون من يستسيغ وجودهم في معظم الزوايا..