من الذاكرة: نحو الأفضل

من الذاكرة: نحو الأفضل

«حكايتنا ملونة لأن حبيبتي يسقي سحاب الوصل عينيها

ورعشة شوقها خضراء *** تدغدغ قفرنا الموحش

ولولا دفقنا الأحمر *** على قيثارة الشاعر

لقلت لكم  مسكين هو المولود في الحاضر *** سبيل مسيره موصد».

شيئان اثنان نقيضان يبرزان كسلاحين بأيدي وعقول الناس يتصارعان صراع الأضداد في عالم الكفاح الإنساني في سبيل (أن يعيش البشر بشراً أو أن يبقوا خدما بين أيدي المتسلطين الظالمين) ومن  قاموس حياتنا اليوم المفتوح أمام كل من يسعى  إلى خوض معركة التغيير نحو الأفضل، نبدأ من الصفحة الأولى  عسانا نتفق على رسم معالم طريقنا بوضوح  وجلاء.

في باب «الوطن» فصل «الانتماء» تقول المقدمة:إن الوطنية مفردة  تعني اصطفاف أبناء الوطن متكاتفين، بل متلاحمين لبناء وطنهم والدفاع عته بالمهج والدماء، وهذا ما تجسد واقعاً في تاريخ وطننا الغالي سورية البطلة،ففيه ما يشرف جميع أبنائها، وبعودة سريعة إلى سجل ثوراتها التي خاضها الشعب السوري منذ الحكم  العثماني حتى الكفاح الدامي ضد الاحتلال الفرنسي  إلى الجلاء ومعركة البناء والتصدي للمشاريع الاستعمارية والأحلاف العسكرية والكيان الصهيوني،  تتأكد للجميع بالأدلة والشواهد تلك الحقيقة الناصعة التي  تحدثنا عنها،حقيقة وطنية شعبنا التي رضعها مع حليب الأمهات،فآلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن  - من شهداء السادس من أيار عام1916 وشهداء ميسلون والثورات السورية في الساحل والشمال والجزيرة والفرات وحماة وحمص ودمشق وحوران وجبل العرب - الذين عرضت جثثهم في ساحات المدن وبخاصة في دمشق العاصمة لإرهاب شعبنا وإبعاده عن الانخراط في صفوف الثورة، هم الأبطال الذين جسدوا بدمهم شعار الثائرين (أيها السوريون هبوا للكفاح..الدين لله والوطن للجميع)، ومن الذاكرة استرجع ما بقي فيها من صور العدوان الوحشي على دمشق في 29 أيار عام 1945 ومنظر البرلمان وقد تهدمت أجزاء منه جراء ما أصابه من قنابل ورصاص، وأذكر من شهدائه ابن حارتنا البطل أحمد الأومري، وأتذكر فرحة الجلاء والعرض العسكري الأول وما تلاه من احتفالات عبر سنوات وعقود عديدة وكل احتفالات عيد العمال العالمي، ومن الأخيرة أذكر حادثة هامة جرت خلال مظاهرة الأول من أيار عام 1975، فقد كنت حينها عضواً في قيادة منظمة دمشق لاتحاد الشباب الديمقرلطي، وكلفت بالإشراف على مشاركة الشباب في تلك المظاهرة، بينما كلف الرفيق الدكتور نبيه رشيدات بالإشراف على مشاركة الرفاق، وعندما وصلنا إلى منتصف المسافة بين البرلمان ونادي الضباط، حاول الأمن فض المظاهرة فحدثت مشادة وهتف الزميل الاتحادي عماد ظاظا وهو على كتفي أحد زملائنا (وحد.. وحد.. يا يسار)، فأنزلته قائلا (هدول أمن.. مو يسار) فاقترب مني أحد مسؤوليهم وأمسك بذراعي وهو يقول (تفضل معنا)،فقلت له (في العافية) وانتزعت يدي من يده واندفع الشباب حائلين بيني وبينه، وبعدها بقليل ألقي القبض على الزميل عماد جراء هتافه ضد كبار التجار والطفيليين، وأودع سجن المزة العسكري، وكل عام ونضال الطبقة العاملة ضد مستغليها، ونضال شعبنا ضد جميع أعدائه وناهبيه بخير وانتصار .