«ظاهرة فساد إداري وأخلاقي في القطاع الصحي» مرة أخرى..  خلافات شخصية ومحسوبيات وسجالات هامشية.. فمن يدفع الثمن؟!

«ظاهرة فساد إداري وأخلاقي في القطاع الصحي» مرة أخرى.. خلافات شخصية ومحسوبيات وسجالات هامشية.. فمن يدفع الثمن؟!

نشرت قاسيون في العدد 487/ تاريخ 29/1/2011 مادة طويلة بعنوان «ظاهرة فساد إداري وأخلاقي في القطاع الصحي»، كثّفت فيها شهادات بعض أطباء الجلدية في سورية وآراءهم حول قضايا إدارية وطبية وسلوكية محددة تجري في هذا القطاع. وبعد نشر هذه الشهادات، قام عدد آخر من أطباء الاختصاص ذاته بالاعتراض على ما نُشر، مؤكدين عدم صحته من وجهة نظرهم، ومطالبين بإفراد مساحة لهم لتفنيد ما تم نشره..

وحرصاً من قاسيون على إيضاح وجهتي نظر كلا «الفريقين»، فإنها ستنشر الرد كاملاً، يتذيله تعقيب صغير للصحيفة نبرز فيه رأينا واستنتاجنا..

 

يقول الرد:

«نحن مجموعة من مقيمي الجلديّة نود الرد على المقال الوارد في جريدتكم بتاريخ 29/1/ 2011، على لسان قلّة من الأطباء الذين لا يمثلون سوى أنفسهم ولا يعبرون إلا عن آرائهم الشخصيّة، ونبدأ الرد بناءً على الأدلة والبراهين لأننا نؤمن بقسم أبقراط، ونؤمن بما علّمنا إياه المعلم والطبيب الأول الدكتور بشار الأسد عن أخلاق الطبيب وشرف المهنة.

دورة الكوليكيوم..

نقول عن الطبيبة المقيمة في مشفى الهلال التي نالت المرتبة الأولى في القطر في دورة الكوليكيوم الأخيرة أنها عندما دخلت الامتحان الكتابي لم يكن د.(...) عضواً في المجلس العلمي ولا اللجنة الامتحانية ولاحتى دورة قبل ذلك من تاريخه، وبالتالي ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالامتحان ككل، وهذا الامتحان الكتابي يتم في دائرة التأهيل والتدريب، وهي دائرة رسمية لا يحقُّ لأحد الدخول والخروج منها كما يشاء، فبناءً على قرار السيد وزير الصحة يحق لرئيس اللجنة الامتحانية فقط الدخول إلى قاعة الامتحان. ويومها دخل رئيس اللجنة الامتحانية آنذاك د.(فلان) فقط، ويشهد بذلك دائرة التأهيل والتدريب والممتحنين، وبعد صدور نتائج الامتحان الكتابي نالت المرتبة الأولى في امتحان لم تتجاوز نسبة النجاح فيه 15% (أقل نسبة في تاريخ الجلدية)، ثم دخلت الطبيبة لامتحان المقابلة لتعامل باستهتار حيث سألها مقرر الاختصاص آنذاك د.(z) تكلمي عن فيتامينC عند الحيوان؟ فقالت: «أنا بعرف احكي عند الإنسان». فقال لها: «قوليلي شو الفرق بين عوز الفيتامينC عند الحيوان منه عند الإنسان؟».. ونؤكد هذا امتحان مقابلة جلدية وليس بيطرة وتابع الأسئلة اللامنطقيّة قائلاً: «عددي 10 أسباب للون بول أسود؟»، فذكرت البعض إلا أنه أصرّ على المزيد علماً أنها ليست طبيبة بوليّة، وكانت الوحيدة التي طُلب منها كتابة الأجوبة على أوراق. خرجت الطبيبة وسط حالة من الذهول وتفاجأ باقي الممتحنين من نوعية الأسئلة الغريبة (إنت الوحيدة اللي انسألت هيك أسئلة) وظهرت النتيجة برسوبها بعلامة58، والسبب هو عداوة يكنّها مقرر الاختصاص السابق لمدير مشفى الهلال حيث كان متأكداً من أنها مجتهدة فخشي سؤالها أسئلة جلديّة صعبة فتجيب عليها فاختار أن يسألها في البولية والبيطرة. عادت الطبيبة للمشفى وقدمت بشكل قانوني طلب اعتراض لوزير الصحة عن طريق مشفى الهلال المقيمة فيه، مع العلم أن عدداً من أعضاء اللجنة الامتحانيّة شهدوا أنها تعرضت للضغط والاستفزاز في امتحان المقابلة، وبعد دراسة الوزير للموضوع أصدر قراراً بتشكيل لجنه محايدة تتضمن أشهر الأساتذة التابعين لوزارة التعليم العالي والأخصائيين المستقلين لإعادة امتحان المقابلة، وبعد تقديم الطبيبة للامتحان أعلنت اللجنة الامتحانية نجاحها بتميز ونيلها للمرتبة الأولى في القطر.

 

رئيسة المقيمين ومعاونيها..

أما رئيسة المقيمين السابقة في الزاهرة الواردة في مقالكم، فقد استلمت رئاسة المقيمين لثمانية أشهر في 2009 وكانت في السنة الثالثة وليس الثانية كما ورد، وتحديداً قبل ثلاثة أشهر من تقديم رئيسة المقيمين لامتحان الكوليكيوم، (يمكن التأكد من أرشيف المركز). علماً أنه لا يتم تعيين رئيس مقيمين بالانتخاب بأي مشفى في سورية والعالم، حيث يعينه الأطباء المشرفون حصراً، أما ما يخص الجملة التي استعملت مع نفس الطبيبة في الفقرة الأولى «يقف فوق رأسها ويشير بإصبعه بالإجابات الصحيحة الواحدة تلو الأخرى..»، نقول إن المذكورة يشهد لها كافة الأطباء المشرفين أنها من أكثر الطبيبات تفوقاً، فقد تقدمت للامتحانات الطبيّة الأمريكية USMLE وحصلت على أعلى العلامات 97-91 من أصل 99. كما شاركت بتأليف كتاب باللغة الانكليزية عن كيفية فحص المرضى، وهو متوفر في المكتبات لمن يود الإطلاع، وتقدمت لامتحان البورد العربي في الجلديّة الذي يشرف عليه أساتذة من الإمارات ولبنان ومصر ولا علاقة للدكتور(...) به، فنالت المرتبة الأولى في سورية والمرتبة الثالثة عربياً، وفي 2010 قامت الطبيبة بدورة جلدية في الولايات المتحدة وحصلت على توصية من بروفسور أمريكي تؤكد تفوقها الطبي ولديها شهادات تثبت جميع ما سبق، طبعاً الطبيبة حصلت على إجازة رسمية بدون أجر حين سافرت للالتحاق بالدورة التدريبية، أما بالنسبة للغياب وتوابعه المذكورة فسنترك لهيئة الرقابة والتفتيش البحث في صحتها. كانت ومعاونوها أول من عرضوا على جميع المقيمين صور التشريح المرضي وصور السلايدات الخاصة بالدورة التدريبية للكوليكيوم في كل من قاعة المحاضرات والندوة، ويشهد بذلك كل من كان موجودا آنذاك. وعملوا مع المقيمين في كافة المحافظات على متابعة أوراق نقلهم إلى المراكز الأكبر وتوزيع المحاضرات المعطاة أسبوعياً ومجاناً من قبل د.(...). أما بالنسبة للحالات السريرية المميزة فقد كان د.(...) يعرضها في قاعة المحاضرات على جميع المقيمين والأخصائيين في المركز ويسألهم عن التشخيص التفريقي، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر (أهلر دانلوس وسل الجلد على الأنف وحالة تشوه لوجه مريضة بحقن مواد مالئة فاسدة على يد جراح التجميل د.(سين) وغيرها ...)، ويشهد كل من كان حاضراً. أما عن موضوع الإذلال والإهانة فحتى الآن يكن المقيمون لرئيسة المقيمين ومعاونيها كل الود والاحترام ومنهم عدد من الأسماء الثمانية عشر الموقعين على التقرير في المقال، فقد شهدوا أنهم لم يوقعوا ضد رئيسة المقيمين ولدينا تسجيلات صوتية تثبت ذلك، وإنما غُرّر بهم للتوقيع على شيء تم تبديله لمصلحة بعض النفوس المريضة المعروفة للجميع. ونذكر ظاهرة حضارية فبعد انتقال رئيسة المقيمين المذكورة إلى مشفى الهلال، تم تعيين رئيسة مقيمين جديدة في الزاهرة (مع العلم أنها أحد الموقعين على التقرير في المقال) طبعاً بدون انتخاب، وبعد أشهر طـالب المقيمون بتنحيها نظراً لسوء معاملتها لهم، بالإضافة لتسجيلها لدورات لغة انكليزية في المركز الثقافي الأمريكي ضمن أوقات الدوام الرسمية بعلم مقرر الاختصاص السابق د.(z) وسكوته لأسباب لم يُبيّنها. بالنسبة لما ورد في المقال من تشهير وطعن بأخلاق وشرف الطبيبتين المذكورتين في الفقرة الأولى والثانية أمام عائلاتهم الكريمة نؤكد أننا سنقوم بإحالة القضية للقضاء السوري الذي نثق بعدالته.

 

ماذا عن الطبيب (X)؟

ورد في المقال أن الطبيب (X) هو رئيس قسم جلدية في مشفى المجتهد. نوضح أن ما يوجد في مشفى المجتهد هو عيادة (غرفة واحدة فقط) وليس قسماً، وهو الطبيب الوحيد الموجود هناك حتى تاريخه فعلى من سيكون رئيساً؟! وبإمكان الجميع زيارة المشفى والتأكد. وننوه أن جميع الأطباء من كافة الاختصاصات يكنون له الاحترام ويثقون في تشخيصه السريري وبراعته الجراحية الاستثنائية. أما ما ورد عن اللجنة والرشاوي فنرد أن الطبيب (X) ليس عضواً في المجلس العلمي منذ أكثر من أربع دورات امتحانيه وحتى الآن، وقرارات وزارة الصحة عن المجلس العلمي تثبت ذلك عكس ما ورد في المقال أنه عضو في اللجنة الامتحانية ويرتشي!.

 

د.(...) مدير مشفى الهلال الأحمر؟

لن نسمح أن تشوه صورة إنسان معطاء بكل معنى الكلمة، كان د.(...) مديراً للمراكز التخصصية لسنوات استطاع تطوير الاختصاص في وزارة الصحة بقفزات نوعية يشهدُ له أخصائيو الوزارة وأساتذة التعليم العالي. لا نُنكر أن د.(...) كان حازماً لغاية تعليمية مع الطلاب المثيرين للمشاكل والممارسين الشغب على باقي المقيمين كأستاذ وليس كقائد عسكري أو جلاد بجلد الغزال كما ادعى البعض في المقال، فلو كان صحيحاً لما اشتكت له 6 طبيبات في إحدى محاضرات يوم الخميس 2009 عن قرار طردهن من سكن الطبيبات في مشفى المجتهد وهن من محافظات أخرى ولايملكون سكناً في دمشق، (إحداهنّ ممن وقّعن على التقرير في المقال وبالإمكان التأكد بسؤالها شخصياً عن الموضوع)، فما كان من د.(...) إلا أن اتصل أمام جميع الطلاب الحاضرين بمدير مشفى المجتهد طالباً مساعدة الطبيبات وإبقاءهن في السكن، وكان له ذلك، وشكرت الطبيبات د.(...) أمام الجميع. كان د.(...) يجلب مرضاه ذوي الحالات النادرة من عيادته الخاصة إلى المركز الحكومي بعكس جميع الأطباء حتى يتعلم الطلاب الحالات النادرة، ويشهد المرضى والطلاب بذلك، وكان كريماً مع المرضى  فكثيراً ما يدفع تكلفة خزعات التشريح المرضي من جيبه الخاص بعلم المقيمين، وحتى الآن كل مريض فقير يقصد المشفى يعالجه مجاناً، فإن لم يستطع بإمكانيات مشفى الهلال يرسلهُ بكتاب طالباً مساعدته بالمجان في مشفى المجتهد. أما ما ذكر عن ترقيم المقيمين فتلك قصة قديمة تم تحريفها حدثت منذ 5 سنوات عندما طلب د.(...) تحضير محاضرات عن الصبغيّات إيماناً منه بأهمية الوراثة والعمل الجماعي وقال: «من الصعوبة على المقيم حفظ كل المورثات على الصبغيات»، فكلّف كل مقيم باختيار رقم يتوافق مع رقم صبغي سيتحدث عنه أمام زملائه، ثم عمل كل مقيم على تحفيظ بقية المقيمين الأمراض الموجودة على رقمه... تلك هي قصة الأرقام ولم تتعدّ ذلك، حتى لو سألت اليوم طلاب السنة الرابعة من الاختصاص لا يعرفون شيئاً عن تلك الأرقام، والسؤال هنا لماذا لم يذكر هؤلاء أرقاماً أخرى؟ مثلاً عندما طلب د. (...) من كل مقيم أن ينتقي 3 شجيرات في المركز ليعتني بها، وقال إنه عندما تعودون بعد سنوات للمركز سترون الشجيرات قد كبرت ليزيد محبتنا لمكان عملنا. لماذا لا يذكرون كيف قسّم طلاب المركز إلى 5 مجموعات لتعليم المصطلحات الطبية الانكليزية لفظاً وكتابةً في بادرة لم يسبقه أحد إليها ليسهّل عليهم التواصل مع الجديد في مهنتهم؟. لا يقتصر اهتمام د.(...) على طلاب دمشق، بل على كافة مقيمي المحافظات السورية حيث استصدر عدداً من القرارات في المجلس العلمي تسمح للعاملين منهم في المناطق غير المجهزة بما يستوجبه قسم الجلدية بالانتقال إلى مراكز أكبر في المحافظات، وكل الأساتذة في المجلس يشهدون أنه صاحب هذه القرارات. كما استصدر قرارات تسمح لهم بحضور المحاضرات مع تبرير للغياب وهذه القرارات ما زالت نافذة إلى الآن، وطلب منهم تحضير محاضرات عن طريق الانترنت حول الجديد في الجلدية فكان أطباء المحافظات كل أسبوع يلقون محاضرات أعدوها من الانترنت، مما عزز من ارتباط المحافظات بدمشق علمياً. كان د(...) أول من ألغى دراسة المقيمين لكتب مترجمة منذ ثلاثين عاماً، وحثّهم على دراسة أهم المراجع الأجنبية وترجمتها بأنفسهم ليزدادوا معرفةً بالمعلومات الحديثة كـ Secrets وFitz Patric وAndro's، ولو لم تكن سياسته التدريسية جيدة لما استمر المركز على هذا النظام التعليمي حتى يومنا هذا. يوزع د(...) محاضراته بالمجّان على جميع الطلاب على عكس أحد الأطباء د.(z) الذي يبيع محاضراته (الوجه الواحد للورقة بليرتين ويرفض تصوير محاضراته، (فمثلاً 3 ورقات يعني 6 أوجه يعني 12 ليرة ولأنو ما في فراطة يدفع المقيم 15 ليرة)، وعندما تمت الشكوى عليه أصبح يحتفظ بمحاضراته على المحمول الخاص به وغدا وضع الفلاشة في محمول الدكتور لنسخ المحاضرة بـ50 ل.س). كان د(...) يقوم باجتماع صباحي ليسأل رؤساء العيادات والأقسام الأخرى عن الحالات التي راجعتهم ويناقشهم فيها، ثم طور ذلك الأسلوب ليسجل هذه الحالات بالتفصيل ضمن إحصائيات المرضى على الكمبيوتر في سابقة هي الأولى من نوعها (وأحد الموقعّات على التقرير في المقال كانت تُنزّل البيانات على الكمبيوتر بتكليف من د.(...) بإمكانكم سؤالها عن ذلك).

وإليكم المثال التالي عن دعم د.(...) للمقيمين في المركز، فحين تهجم أحد الشبان على عيادة الليزر رغبةً في الدخول قبل الكل وبدون موعد مسبق كونه صحفي وابن عضو مجلس شعب، رفض طبيب الليزر طلبه فهدده الشاب، فما كان من د.(...) إلا أن استدعى الشاب وقال له «إنه لا يقبل بإهانة طلابه المقيمين وإنه لا يخاف تهديدات الشاب»، الأمر الذي أذهل الشاب وبدل موقفه، فنشر مقالاً في الصحيفة التي يعمل فيها عن الصفات التي يتحلى بها د.(...)، وهذه الصفات من جرأة وأمانة وعدل وإخلاص وشرف كانت سبباً في ترقيته لمدير هيئة عامة وليس كما ورد في المقال (بأنّه بسبب كثرة الشكاوى والتقارير أبعده وزير الصحة عن المركز التخصصي وعيّنهُ مديراً للمشفى..). فالمعاقب لا يتم ترقيته من مدير مركز لمدير هيئة عامة!!! مع العلم أننا عندما سألنا د.(...) عما ورد في المقال، قال إنه يضم صوته لصوت الجريدة ليتم التحقيق بالموضوع ومعاقبة الكاذبين.

 

الطبيب الذي يخاف منه المقيمون؟

من أكثر الأخطاء الواردة فداحةً الآتي «يخشى المقيمون أن يعود د.(...) إلى اللجنة الامتحانية» لأن د.(...) مدير مشفى الهلال يحظى بشعبية ومحبة بين المقيمين، فقد تمّ رفع كتاب شكر لوزير الصحة باسم أكثر من60 مقيم جلدية في دمشق والمحافظات لتغيّر المجلس العلمي السابق، وتشكيل مجلس علمي جديد يرأسه د(...)، فالمجلس العلمي السابق كان يضم د.(z) كمقرر للاختصاص ولا يضم د(...). ولنوضح لكم بعض النقاط الهامة عن د.(z): فهو ينشر كُتبه دون أخذ الموافقات الرسمية حتى تاريخه، وطبعاً يذكر على الغلاف أنه أستاذ وهو ليس كذلك، والكتب هي ترجمته الخاصة ولم تدقق علمياً من أساتذة أهل الاختصاص، وهي مليئة بالأخطاء الفادحة، وأود أن أذكر لكم بعض الأحداث التي أضرت بالمقيمين وخاصة مقيمي السنة الرابعة الذين كانوا يستعدون لتقديم امتحان الكولوكيوم، حيث كان المقيمون يعتمدون على عدة مراجع دون تحديد عندما كان د.(...) مقرراً، أما بعد تغيير المجلس العلمي فتم إبلاغهم من المقرر الجديد د.(z) وقتها بأن المرجع الوحيد الذي سيكون مُلزماً لهم هو كتابه، وعرضه للبيع في بقالية بجانب عيادته الخاصة، وقام مقيمو المحافظات كافة بشراء النسخ المتتالية من هذا الكتاب الواحدة تلو الأخرى من البقالية المذكورة، علماً بأنهم كانوا قد تلقوا وعوداً بأن الأسئلة الامتحانية لن تتجاوز كتابه «80% من الأسئلة رح تجي من كتبي والباقي رح نتركها لنعرف مين فيكم المتميز»، ولكن ما حدث أن معظم الأسئلة في الدورتين الإمتحانيتين لعام 2010م كانت من خارجه، فضلاً أن العديد من تلك الأسئلة كانت ملتفة وغامضة، وبعد كل دورة كان المقرر د.(z) آنذاك يدعي بأن ذلك كان خطأً وأنه لن يتكرر في الدورات المقبلة، وهذا أدى إلى تدني نسبة النجاح إلى مستويات قياسية وتراكم أعداد المقيمين واستنفاذ البعض لفرص التقدم للامتحان.. مع العلم أن من نال المرتبة الأولى في القطر في الدورتين المذكورتين هما مقيم ومقيمة من مشفى الهلال لاستمرارهم بدراسة المراجع المختلفة بتوجيه من د.(...).

 

مفارقة كوميدية..

ورد في المقال «أمر د.(...) رئيسة المقيمين الجديدة بإرسال 3000 حبة ريتان و3000 حبة نيوكير... فأعطته المطلوب خوفاً».. ليعلم جميع القُراء أن هذه الأدوية هي عينات طبية مجانية توزعها الشركات تحت بند الدعاية الطبية وهي ليست أدوية اشترتها وزارة الصحة أو مديرية صحة دمشق، (ليست من أدوية صيدلية المركز). هذا وإنّ د.(...) طلب إرسال 4 عبوات مجانية لمساعدة المرضى المحتاجين في مشفى الهلال، والمعروف لجميع الأطباء أن كل من عبوة نيوكير وريتان المجانيتين تحوي على 12 حبة وأبعاد كل عبوة 9X12.5X4.5 سم، وبعملية حسابية بسيطة نرى أنها ادّعت أنها أرسلت 500 عبوة بهذا القياس. سؤالنا هو كيف أرسلت هذه الكميات؟ هل استعانت بشاحنة أم سوزوكي؟!!. وفهمكم كفاية».

 

تعقيب هيئة التحرير

 

يمكن الاستنتاج بعد قراءة وجهتي النظر المختلفتين الواردتين في هذا الملف، غياب القضية العامة غياباً كلياً، وأن كلا الفريقين المتصارعين ينشغلان بقضايا ثانوية وهامشية تحركها طموحات شخصية متباينة وخلافات متعددة الأوجه، تتجلى على شكل اصطفافات ومحسوبيات ورؤوس وأنصار وتابعين وسجالات لا تنتهي، بينما القطاع العام الصحي بأكمله يتداعى ويوشك على الانهيار، ولا يدفع ضريبة ذلك إلا المرضى والمرافق الصحية كافة.

أبَعد كل ذلك، هل يمكن الاستغراب كيف يستغل بعض الداعين لخصخصة القطاع الصحي هذا الاهتراء الحاصل إدارياً وأخلاقياً.. أم أن من يقوم بكل هذه الترّهات أو يدفع باتجاهها هو نفسه من يعد العدة ليرث هذا القطاع عند خصخصته؟!

إننا نحيل المعلومات المتناقضة الواردة في هذا الملف إلى الهيئة العامة للرقابة والتفتيش للتحقيق والبت فيها..