فقدان الوثائق الرسمية والخاصة... معاناة مزدوجة

فقدان الوثائق الرسمية والخاصة... معاناة مزدوجة

قبل الأزمة.. كانت معاناة المواطنين من البيروقراطية كبيرة جداً.. وقد تضاعفت كثيراً خلال الأزمة الراهنة.. نتيجة تدمير وحرق العديد من الدوائر الحكومية والمنازل الخاصة حيث فقد عشرات الآلاف من المواطنين وثائقهم الرسمية وخاصة (سندات الملكية والشهادات الدراسية، وإثبات الشخصية كدفاتر العائلة والهوية الشخصية...الخ)، وتزداد المعاناة في محاولة الحصول على بدل الفاقد..

ورغم إقرار «النافذة الواحدة» في أغلب الوزارات ومديرياتها ودوائرها، إلا أن الأساليب والممارسات ذاتها ما زالت مستمرة، بدل أن تقوم بتسهيل أمور المواطنين ومعاناتهم المزدوجة. وتعقدت هذه المعاناة أكثر من ذي قبل، فمثلاً للحصول على نسخة ثانية «بدل فاقد» من المصدقة الجامعية لابد من تقديم طلب ودفع رسم قدره 1000 ألف ليرة سورية والانتظار على الأقل مدة أسبوع للحصول عليها.. وعلى المواطن القادم من محافظة أخرى الانتظار وتحمّل أعباء الإقامة في الفنادق ومصاريفها ومصاريف المعيشة..

وكذلك للحصول على نسخة ثانية من «الشهادة الجامعية» عليك أن تقدم الطلب في شؤون الطلاب المركزية، وتسدد الرسم 1000 ألف ليرة أيضاً في شؤون الطلاب بالكلية التي حصل فيها على الشهادة أي في مكان أخر.. والمشكلة أنه على طالب الشهادة أن ينتظر لمدة شهر للحصول عليها.. وبالتالي عليه أن يعود مرة أخرى.. فكيف ستكون معاناة ابن محافظة دير الزور، الحسكة مثلاً في الحصول على المصدقة والشهادة من جامعة في دمشق أو حلب..

أما «الأجانب السابقون» في محافظة الحسكة من الجامعيين والذين استعادوا جنسيتهم السورية ومواطنتهم، فإن معاناتهم أكبر مع الإجراءات الإدارية.. فعند مراجعتهم شؤون الطلاب المركزية لتعديل الصفة من جنسية غير معينة (أو أجانب الحسكة) إلى الجنسية السورية في الشهادة تفاجؤوا برفض طلبهم بحجة أنه لا يجوز تعديل الشهادة.!!؟

إن من مهمة وزارة التعليم العالي إيجاد حلول سريعة وخاصة لأبناء المدن والمناطق المتضررة من الأزمة التي يشهدها الوطن.