«ساعة بانتظار الفرج»

«ساعة بانتظار الفرج»

في الساعة الواحدة ظهراً، والمئات تحت جسر الرئيس ينتظرون باصاً للنقل الداخلي على خط باب توما، وطال انتظارهم لأكثر من نصف ساعة دون أن يأتيهم الباص، وبدؤوا يتفرقون بعدها بحثاً عن خطوط بديلة أخرى علها تسعفهم، وتقلهم إلى منازلهم، كخط المهاجرين صناعة، أو غيرها من الخطوط، وهذا المشهد يتكرر يومياً تحت أنظار السوريين في أغلب خطوط النقل في العاصمة دمشق، والحديث عنه ليس بالجديد، لما يسببه من ضياع لوقت السوريين..

الجديد في القضية، هو صدمتنا برؤية عشرات الباصات الصينية الجديدة الواقفة بمرأب الشركة العامة للنقل الداخلي، والتي لا يمكن أن تكون قد تعطلت بعد، فعمرها عام أو عامان في أحسن الأحوال،  وهذا ما يوحي بأن الأزمة بجزء منها مفتعلة، ولكن، هل هي بقرار أم تعود لعدم دراية ومعرفة لضرورة زيادة عدد الباصات، مع إننا نستبعد الافتراض الثاني، إلا أننا سنترك للأيام الحكم على طبيعتها، ولكن، وبغض النظر على طبيعة الإجابة، من حقنا التساؤل: ما هو مبرر وجود هذا العدد الكبير من الباصات المجمدة في أوقات الذروة لدى مرأب المؤسسة العامة للنقل الداخلي بدمشق، بينما ألاف السوريين ينتظرون، ويطول انتظارهم؟!.. أليس في الأمر ما هو غير مبرر مهما كانت الأسباب إن وجدت أصلاً؟!..

المنطق يفترض أن يدفع بعدد أكبر من الباصات في أوقات الذروة من المؤسسة العامة، لا أن يتم تقنينها، ويجب أن لا يتم هذا الأمر بشكل عشوائي طبعاً، وإنما يجب أن يقام على دراسة واقعية لحجم الازدحام على هذه الخطوط، وما يمكن قوله للمؤسسة العامة ينطبق على الشركات الخاصة أيضاً، والتي تتجاهل حتى الآن ضرورة زيادة عدد باصاتها على أغلب الخطوط التي تستثمرها في أوقات الذروة، على الرغم من أن نصوص العقود قد ألزمتها زيادة عدد باصات على أي خط تتعهده عند الضرورة، فليس من المنطقي أن يبقى عدد هذه الباصات على حاله في كل الأوقات، وإنما يتم ذلك وفقاً لدراسة ممنهجة وواضحة، فلعل لدى المؤسسة العامة إجابة عن هذه المفارقة التي تجعلهم ينتظرون قسراً رغم توفر الباصات علها تشفي القليل من غيظهم لما يمارس بحقهم..