أجمل المصادفات.. لقاء بعد غربة قسرية
أكثر من عشرين عاماً، أي منذ ما قبل البيروسترويكا، وأنا أتقصى وأسأل عن الرجل الذي طبعت بصماته على جبين أغلب طلاب العلوم في جامعة تشرين، ولكن دون جدوى، لا بل تعرضت لنظرات ملؤها الحقد أحيانا عندما أذكر اسمه، لدرجة كدت أظن أن هذا الرفيق انحرف أو صار في خندق معاد للماركسية والوطن، وخصوصا عندما سألت عنه أيام قدم تاريلوف ليجتمع بكوادر طرطوس واللاذقية لإقناعهم بما يجري من تجديد وتغيير في الاتحاد السوفييتي السابق
ولكنني ما يئست لقناعتي أنه لا يمكن أن يحيد عن الطريق. وكانت المصادفة الغريبة غير المتوقعة خلال الاستراحة يوم عقد الاجتماع الوطني التاسع لوحدة الشيوعيين السوريين في دمشق، إذ سألت أحد الرفاق من منظمة اللاذقية عنه فأجاب أنه هنا معنا في الاجتماع، وفعلاً كان اللقاء الجميل والمفاجئ دون أن نعرف بعضنا أبدا إلا بعد تقديم الأدلة..
إن دل ذلك، يدل على أنّ الشيوعيين الحقيقيين لا يتوهون أبداً مهما غربهم المغربون، ويدل ذلك على أن الرفاق في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين يلامسون جراحات رفاقهم، ويجمعون شملهم..
فتحية لكل الرفاق في اللجنة الوطنية الذين يعملون بإخلاص لرأب الصدع وإعادة العزة و الكرامة لكوادر الحزب، وتوحيده ليعود قوياً معافى يساهم في إعادة البسمة والسرور لجماهيره ومحبيه..
إنه أستاذ الرياضيات الرفيق شفيق فهدي، متمنياً على صحيفة قاسيون إجراء مقابلة معه في زاوية «كيف أصبحت شيوعياً» لكي يعرف طلابه ورفاقه ومحبيه أنه مازال على قيد الحياة.. والنضال..
محمد علوش – صوت الشعب