إرهاصات رقاوية.. بين الجسرين
ضفاف شواطئ الفرات تنظر بعين اليتم التي تسهر الليل مع محبيها على شموع السماء المضيئة وهي تستجدي النهوض والعناق لمن يهديها لمسة حب وحنان فقدتها طوال ردح من الزمن الغابر الذي صادر حسنها ورونقها المعطر، وجعلها جرداء رمادية حزينة، وهي تتدفق نبضاً بالحياة التي وهبها لها الخالق لاحتوائها ما يصنع منه كل مخلوق حي.
إنها شواطئ نهر الفرات الخالد بين الجسرين؛ جسر المنصور وجسر الرشيد، رمزا الشموخ والحضارة، فمنذ زمن طويل وهذه المنطقة مهملة ومقصية ووسخة، ويميزها عن غيرها كثرة الحفر العميقة والكبيرة فيها، إضافةً إلى غابات الزل والحلفا والطرفة والمستنقعات الآسنة التي تزكم الأنوف، ناهيك عن تزاحم الكلاب الشاردة فيها بعد أن أصبحت ملاذاً ومرتعاً للمشاكل وسيئي الخلق، ومكاناً للتعديات على أملاك النفع العام، إضافةً إلى كونها موقعاً يؤمه الشباب للسباحة ما يتسبب لبعضهم بالغرق والموت أحياناً.
وقد تحدثت إحدى الصحف السورية عام 2010 حرفياً: «تم إدراج منطقة ما بين الجسرين، وهما الشاطئ الأيمن والأيسر للنهر في الخطة الخمسية الحادية عشرة، وحددت لها ميزانية قدرها 650 مليون ليرة سورية، وتحدث السيد معاون مدير الزراعة حينها عن واقع منطقة ما بين الجسرين والخطوات التي اتخذها مجلس المحافظة في هذا المجال، وقال: تم رصد الموازنة لهذا المشروع وتقدر بنحو 650 مليون ليرة سورية وتم تخصيص 50 مليون ليرة سورية كنسبة إنفاق للعام 2011، ويتضمن المشروع تشذيب وتهذيب النهر على مسافة 2500 متر طولي ووضع المخطاطات والتصاميم والدراسات اللازمة للبنى التحتية الكاملة وهي:
ـ مقاه شعبية.
ـ أكشاك.
ـ حدائق ومسطحات.
ـ مولات تجارية.
ـ خنادق متعددة الاستخدامات.
كل هذه المشاريع تستثمر وفق أنظمة الاستثمار وتوفر دخلاً مادياً سنوياً لمجلس مدينة الرقة، وقد بات من المعلوم للجميع أنه تمت إنارة أرصفة جسر الرشيد وبناء حديقة على الكتف الجنوبي كلفتا 17 مليون ليرة سورية، وإلى الآن لم ينفذ باقي المشروع، بينما جسر المنصور لا يزال ينظر بعين اليتيم..
والسؤال الآن برسم مجلس مدينة الرقة المنصرف، ومن تبقى منه؛ لماذا لم تنفذوا ما تم إقراره على الورق ورصدتم له الأموال؟ وهل هناك في هذا البلد من يسأل لماذا يتم إصلاح دوار الساعة أكثر من مرة بينما تبقى الخطط التنموية أسيرة الأدراج ولا ترى النور؟!.
أسئلة نضعها برسم وزارة الإدارة المحلية.