العيد والمفرقعات النارية.... أضرار وأخطار
يوسف البني يوسف البني

العيد والمفرقعات النارية.... أضرار وأخطار

قد يكون الأوان قد فات لنخرج بهذه الكلمات، وكان من المفترض أن ندرجها توجيهات قبل العيد، ولكنها من الأهمية بحيث أنها لا تكون متأخرة أبداً، ولا يفوت أوانها. فضحكات الأطفال وابتساماتهم بالعيد تختزل معنى الحياة وتغمرنا بالسعادة والفرح، ونعلم أننا نستمد العيد من أطفالنا وتزداد ثقتنا بأن الغد الآتي يحمل في طياته الخير والأمان ما داموا يمرحون ويضحكون. ولأن فرح الأطفال في العيد مبتغانا فلا بد لنا من أن نشير إلى ما قد يتعرض له الأطفال من لا يدركونها إلا بعد وقوعها. ‏

 

تعتبر ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في أعيادنا ومناسباتنا، وباتت هذه المواد تشكل خطراً ليس فقط على مستخدميها بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها، في كل سنة يصاب الكثير من الأشخاص بما فيهم الأطفال وقسم منهم يبقى مع عاهات دائمة. والمفرقعات هي المواد المتفجرة التي تستخدم لأغراض الترفيه والتسلية، وهي عبارة عن عبوات محكمة بغلاف من الأوراق الكرتونية والبلاستيكية ومعبأة بمواد متفجرة، وهي بألوان وأحجام وأشكال مختلفة فمنها الدائرية ومنها المثلثة والأسطوانية، وينبعث منها شرر ناري وأصوات مدوية.

وللمفرقعات آثار سيئة وأضرار خطيرة على الصحة، فالشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدامها يعد سبباً رئيسياً للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة، والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة، وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين. كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة، بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة. كما أن المفرقعات تثير القلق بين الجيران خاصة عند إصابة بعض الأبناء، كما أنها تعوّد على اللامبالاة بالقانون والعادات الأصيلة، والاستهتار بمشاعر الآخرين.

ومن المعروف أن المفرقعات قد تسبب الحرائق الخطيرة والكوارث نظراً لوجود المادة القابلة للاشتعال والحرارة المتولدة عن الانفجار، وقد يكون هذا كافياً لنشوب الحرائق، إذاً فاستخدامها يعرض النفس والممتلكات والآخرين لخطر الحريق.

وفي هذا العيد بالذات كان للمفرقعات وقع سيئ  وشديد الوطأة على الكثير من المواطنين، فنظراً للتوتر والأحوال الاستثنائية المضطربة التي تمر بها سورية، كثيراً ما كانت المفرقعات تبعث الرعب والقلق وتوجس الخطر، وكثيراً ما كان يُظَن أنها أسلحة حقيقية، ويتوقع المواطنون أن معركة ما تدور.

وفي كل مناسبة، وقبل كل عيد تخرج علينا وزارة الداخلية بقرارات تمنع استخدام المفرقعات بالعيد، ويجب على كل المواطنين الالتزام بهذه القرارات، ولكن البعض لا يفعل، وقد يؤذي نفسه ويؤذي الآخرين. لذلك كان من واجب وزارة الداخلية متابعة تنفيذ القرار بحزم وجدية وفرض عقوبات وغرامات على المخالفين. بالإضافة إلى أن أولياء الأمور أيضاً معنيون بمتابعة تصرفات الأطفال والسهر على أمنهم وسلامتهم، وذلك بمراقبة ومنع أطفالهم من استخدام هذه الألعاب الخطرة ومنعهم من شرائها، وإبلاغ أقرب مركز للشرطة عن أية محلات تقوم بعرضها أو بيعها ليتم اتخاذ الإجراءات حيالها.