مجانين عامودا ينصحون الصين
تعاني مدينة عامودا من ظاهرة شديدة الغرابة، لم ترها من قبل، ألا وهي ظاهرة الدراجات النارية (الموتورات) وانتشارها الكبير من حيث العدد والموديلات وطريقة السير بها.
قديماً كانت وسيلة للنقل بين عامودا والقرى المجاورة باباً للرزق لبعض العائلات، وحتى الآن تترزق منها الكثير من العائلات، ولكن الكثير من الشباب حولوا هذه الوسيلة إلى أداة إزعاج للناس و«ضربة» لحركة المرور وأداة لصناعة الحوادث الخطرة، ووسيلة للانتحار، وو...الخ.
ولما كانت طريقة قيادة هذه الموتورات عجيبة غريبة في منطقتنا، وفي أغلب الحالات تؤدي إلى حوادث مؤسفة ومؤلمة، اجتمع المجانين في عامودا لإيجاد حل، وبما أن صناعتها تتم في الصين وليست في سورية، قررنا أن نقدم بعض النصائح للصين لصنع بعض الدراجات النارية حسب طلبنا وهي:
1- يجب أن يكون «الإشطمان» ضخماً، ويفضل أن يكون نفس «الإشطمان» الخاص بالطائرات الحربية، ولكن دون كاتم صوت لسببين: أولاً؛ الزيادة في السرعة، وبالضبط لتكون طائرة جوية تسير على الأرض، ثانياً؛ الصوت الضخم المزعج المدمر، وهذا ما يريده بعض الشباب، فبدلاً من ربط العلب والتنك الفارغ بالموتورات لإزعاج الناس سوف يوفي هذا الاشطمان بالغرض، فبقدر ما ينزعج المشاة يفرح صاحب الموتور!.
2- صناعة الدراجات بدولاب واحد بدلاً من دولابين، أي إلغاء الدولاب الأمامي لأنه لا يلزم في عامودا، فالسائق الماهر أو الشاطر هو من يقود الدراجة النارية على دولاب واحد وبأقصى سرعة ممكنة، أي أن تكون دراجة شبيهة ببسكليت السيرك، وبشرط أن يكون لها أكثر من مقعد للجلوس، أي مقعدين أو ثلاثة مقاعد ليركبها مجموعة من الشباب وليطلقوا معاً أصوات مزعجة.
3- (وهذه نصيحة للصين وسورية في وقت واحد) الطرق المعبدة يجب أن يكون عرضها 60 متراً، 30 متراً للذهاب و30 متراً للإياب، خاصة بالموتورات، ويمنع استخدام وسائل النقل الأخرى للمرور بها، ويفضل أن تكون طرق السيارات فوق هذا الاوتوستراد، أي في الطابق الثاني، كي لا تحدث اصطدامات بينها وبين الموتورات، لأنه في أغلب الاحيان تسير أكثر من 7- 8 موتورات مع بعضها ذهاباً اياباً. أما طرق المشاة فيفضل أن تكون في الطابق الثالث، بشرط أن تكون للذكور فقط وليس للإناث، لأنه اذا وجدت الإناث بين المشاة فسوف تتحول الى مسرح للموتورات، وتبدأ المشاكل من جديد!.
4– لا داعي لتركيب الضوء لأن القاعدة عندنا هي الشاطر من يقود الدراجة بلا ضوء ودون «استوبات»، ويسير بها بأقصى سرعة ليلاً ليدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فقد دخل شخصان موسوعة غينيس من أربعة أبواب حتى الآن في عامودا، وهذه شروط الأبواب التي حققها بطلا عامودا أو العالم بالومتورات: الأول: قيادة دراجة نارية بالسرعة القصوى بدون ضوء ليلاً، حيث كانت السرعة 160 كم في الساعة؛ الثاني: من حيث قوة الصدمة فكل دراجة أصبحت كتلة حديدية شبيهة بكرة؛ الثالث: الدقة في الاصطدام حيث كان الصدام وجهاً لوجه؛ الرابع: السرعة في الوفاة حيث كانت الوفاة فورية!.