من الذاكرة : مزقوا ليل الدموع
في رحاب السنة التسعين لميلاد الحزب الشيوعي السوري، حري بنا أن نستعيد قراءة أحداث وحوادث ومواقف، كانت وستبقى إلى زمن بعيد شواهد على جهد إنساني متميز جسّده على أرض سورية الألوف من الناس الطيبين الذي دفعهم واقع مجتمعهم الموضوعي وطاقاتهم الذاتية إلى الانخراط الإيجابي الفاعل في نضال شعبنا الكادح ليكونوا بناة طريق فتح ولن يغلق أمام السعي بالجهد والبذل والتضحية للوصول إلى الغد الأفضل والحياة الأسعد
وستكون فاتحة الإضاءات على ما حدث خلال المراحل السابقة، إضاءة على الوثيقة الأولى التي صدرت عام 1931 في الذكرى السابعة لتأسيس الحزب، تحت عنوان «لماذا يناضل الحزب الشيوعي السوري؟» تلك الوثيقة التي صدرت بإشراف الرفيق فؤاد الشمالي بصفته الأمين العام للحزب.
وإنطلاقاً من الذاكرة التي حفظت الكثير من عناوين الأحداث ومجرياتها، عدت إلى الوثيقة لاستعادتها بنصها:
لأجل تحرير الشعب السوري العامل وتقدم البلاد وارتقائها يعلن الحزب الشيوعي السوري ضرورة النضال لتحقيق المطالب التالية:
1-الاستقلال التام والوحدة الوطنية.
2-سحب الجيوش المحتلة.
3-إلغاء الانتداب.
4-إلغاء الديون العثمانية المفروضة على الشعب السوري والديون التي تفرضها حكومة الاستعمار الحالية.
5-إلغاء امتيازات الشركات الأجنبية ومصادر ممتلكاتها وموجوداتها.
6-إلغاء امتيازات الإرساليات الدينية الأجنبية وإقفال مدارسها ومصادرة ممتلكاتها وموجوداتها.
7-إلغاء الدساتير التي فرضها المستعمرون على الشعب السوري (سورية، لبنان، العلويين، الدروز، الاسكندرونة).
8-إلغاء حكومتي سورية ولبنان العاملتين عل خدمة المستعمرين الفرنسيين وتوطيد سيطرتهم وكذلك الحكومات الإفرنسية في جبل الدروز والعلويين والاسكندرونة.
9-حرية الصحافة، وعلى الأرخص صحافة الطبقة العاملة، وحرية الخطابة والنشر وتأليف الجمعيات، والاجتماعات والمظاهرات والإضراب عن العمل.
10-إطلاق سراح جميع المسجونين والمعتقلين السياسيين الذين سجنوا واعتقلوا بسبب نضالهم ضد الاستعمار والعمال المسجونين بسبب القيام بحركات العمال التحريرية.
إنها وثيقة من مئات الوثائق التي حفل بها سجل الحزب الشيوعي السوري، والتي مهرها الشيوعيون بنضالهم وتضحياتهم:
هذا التراث نما وينمو سِفره
يسمو التراث عن الشراء والمبيعِ
أجياله الموصول مدّ جموعهم
خبروا النضال فألهبوا عزم الجموعِ
سكنوا قلوب قلوبنا وتصدروا
صدر الكفاح ومزقوا ليل الدموعِ
كم في دروبك من مشاعل عزة
ستظل تغري شمس شعبي بالطلوعِ
تسعون عاماً نستعيد شبابها
يزداد ريعاناً كأزهار الربيعِ