تدهور قطاعي الصحة والتعليم في سورية.. والأطفال الأكثر تأثراً بالصراع المسلح

تدهور قطاعي الصحة والتعليم في سورية.. والأطفال الأكثر تأثراً بالصراع المسلح

حذرت تقارير صادرة مؤخراً من حاجة 7 ملايين سوري- نحو 40% من سكان البلاد- بشكل ماس إلى المواد الغذائية والمساعدة الطبية، ودعت إلى الإسراع بتلقيح الأطفال في سورية والدول المجاورة للوقاية من مرض شلل الأطفال

وأصبح الأطفال في سورية أكثر عرضة لآثار الصراع المسلح المستمر منذ أكثر من سنتين، فمن تراجع الرعاية الصحية ونقص المواد الغذائية، إلى حرمان الآلاف منهم من الدراسة، وصولاً إلى انقطاع التمويل عن قطاعي الصحة والتعليم في المناطق المحاصرة.

3 ملايين طفل خارج التعليم!

ووفقاً لإحدى الدراسات، التي نشرت مؤخراً، فإن تدهور مستوى تعليم الأطفال السوريين هو الأسوأ والأسرع في تاريخ المنطقة. وتشير الدراسة الصادرة تحت عنوان «توقف التعليم»، إلى أنه منذ عام 2011 اضطر ما يقرب من 3 ملايين طفل من سورية للتوقف عن التعليم بسبب القتال الذي دمر فصولهم الدراسية، واضطر العديد من أسرهم إلى النزوح خارج البلاد.
وتذكر الدراسة بأن الأحداث التي جرت في السنوات الثلاث الماضية تسببت بإلغاء التقدم المحرز من الحكومة السورية على مدى العقود السابقة. وأن واحدة من بين كل خمس مدارس في سورية أصبحت غير صالحة للاستخدام إما لأنها تعرضت للتلف أو التدمير أو أصبحت ملجأ للمشردين داخلياً. وفي البلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين فإن 500 ألف إلى 600 ألف طفل سوري لاجئ خارج إطار التعليم. وحسب الدراسة فإن المناطق الأكثر تضرراً في سورية من ناحية التعليم هي (الرقة- إدلب- حلب- دير الزور- حماة- درعا- ريف دمشق).

60% من المستشفيات لحقها الدمار

وسجلت في مدينة دير الزور التي تشهد معارك عنيفة، في أكتوبر/تشرين الأول إصابة أكثر من 10 أطفال بمرض شلل الأطفال. حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية انتشار المرض في أماكن أخرى بسورية والمنطقة، مضيفة أنه قبل عام 2011، كان 95% من الأطفال السوريين يحصلون على تلقيح ضد المرض.
وأعلنت منظمتا «اليونيسيف» و«الصحة العالمية» النية بتلقيح نحو 23 مليون طفل في سورية وفي دول المنطقة، خشية انتشار المرض. وبالإضافة إلى شلل الأطفال، بات الجيل الجديد من السوريين معرضاً لأمراض مختلفة أخرى، ولاسيما مع قدوم الشتاء مصحوباً بالبرد الشديد والتساقط الكثيف للثلوج.
وذكرت منظمة «اليونيسيف» في ديسمبر/كانون الأول أن 60% من المستشفيات و30% من المراكز الصحية لحق بها الدمار بسبب النزاع المسلح في سورية. بدورها ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم 22 ديسمبر/كانون الأول أن هناك نصف مليون جريح في سورية يفتقد العديد منهم للأساسيات العلاجية.
في حين أعلن برنامج الغذاء العالمي في 16 ديسمبر/كانون الأول أن حوالي نصف السكان داخل سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن حوالي الثلث بحاجة ملحة لمساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة.