وافدون سوريون بخمس نجوم في منتجع للمعوقين

وافدون سوريون بخمس نجوم في منتجع للمعوقين

تتباين حياة الوافدين السوريين كما تباينت حياة المواطنتين على كامل مساحة الوطن ، منهم من مكنتهم إمكانياتهم المادية من شراء أو استئجار بيت أو شاليه على  شاطئ البحر ، ومنهم من تأخر بالقدوم ولم يجد متسعا في الأماكن المتعددة التي خصصتها الجهات المعنية لهم ، فافترش الأرض في زاوية حديقة أو ممر أو ملجأ في أحد الأماكن المزدحمة المخصصة لهم ، ومن لم يتحمل هكذا وضع ووجد عملا استأجر قبو لا يصلح لحياة البشر أو استأجر مخزن تجاريا يمارس عمله في الجزء السفلي وينام مع عائلته على السقيفة ، ومنهم من حالفه الحظ ووجد نفسه في منتجع ( كفر سيتا ) للمعوقين فطالت فترة الاستجمام عنده لسنوات .

أسرة الإخاء السورية لديها منتجع ( قرية سياحية ) على شاطئ البحر في طرطوس مخصص للمعوقين ومجهز بأفضل الأجهزة التي من خلالها تقوم إدارة المنتجع بمعالجة معاناة هذه الشريحة نفسيا وجسديا ، ويتسع ل 150 نزيل معاق . منذ سنتين ونصف تزامنا مع بداية الأحداث في حمص تفاجأ حارس المنتجع بحوالي 128 شخص مع عائلاتهم على بوابة المنتجع ، اتصل بالقائمين عليه أصحاب العلاقة فسمحوا له بادخاتهم مباشرة لوضعهم الإنساني على أن تنتهي الأزمة خلال شهور ويعودون إلى منازلهم  مع تعهد شفهي منهم بأن إقامتهم مؤقتة، لكن الأزمة طالت وتشعبت وتعقدت وبنفس الوقت طابت لهم عيشتهم في هكذا منتجع ،قامت إدارة المنتجع بتأمين مكان لهم في تجمع مخيم الطلائع لكنهم رفضوا الانتقال بالرغم من معرفتهم المسبقة بان هذا المنتجع خاص بالمعوقين والمكان الجديد المقترح في المخيم أيضا على شاطئ البحر ، فلا الإدارة استطاعت إخراجهم ولا الجهات المسؤولة في المحافظة أعطت للموضوع أهمية ، وبحسب أقوال بعض القائمين على الأمر ، بأن 40 وافد منهم فعلا من الفقراء وبالإمكان استيعابهم في غرف المسعفين مثلا ، أما ما يقارب إل 80 وافد المتبقي ومن خلال متابعة أسلوب حياتهم وحالة البذخ التي يعيشونها يستطيعون ليس فقط استئجار بيوت بل شرائها أيضا .
هذا المكان مخصص للمعوقين فقط بطريقة إنشاءه وبالأجهزة والكادر المختص بمعالجتهم ، ويستقبل المعوقين من كل إنحاء الوطن ، وقسم كبير منهم يعالج بالرمل الساخن أو بمياه البحر الدافئة أو بمساجات مع الرمل وحرارة الشمس ، ومنذ سنتين ونصف حرم أي معاق من المعالجة في هذا المكان المخصص لهم ، وبالتالي أصبحت رفاهية ومزاج البعض دون حق مكان صحة الآخرين أصحاب الحق ، والمنشأة وككل الأبنية على شاطئ البحر ونتيجة الرطوبة الزائدة وملوحة البحر تحتاج سنويا إلى صيانة وبكلفة عالية ، الآن أصبحت الصيانة معدومة أضف إليها سوء الاستخدام  وبالتالي الأوضاع تزداد سوءا وتوترا ولا أحد يعرف إلى أين تتجه الأمور  فالمعالجة ليست متعذرة بل ميسرة والبدائل موجودة ، لكن على ما يبدوا الغائب هو القرار والإرادة وإمكانية استباق الأزمة ومعالجتها من قبل الجهات المعنية بذلك.