مجانين عامودا وفتوى حسن عبد العظيم
حمد الله ابراهيم حمد الله ابراهيم

مجانين عامودا وفتوى حسن عبد العظيم

كنا نخرج للمظاهرات بشكل يومي تقريباً، وكنا نجتمع مرة في الأسبوع كممثلين عن الأحزاب والحراك، نقيم المظاهرات، ونحدد الشعارات الجديدة وأماكن سير المظاهرات والعودة ــ كان بيننا ممثل للأستاذ عبد العظيم، ورغم أنه كان أكثرنا صراخاً وتطرفاً من الجميع في الاجتماع، ولكن في يوم المظاهرة لا نراه مطلقاً، فلم يشارك الرجل في أية مظاهرة.

سألته مرة عن عدم مشاركته في المظاهرات فأجاب: أنا الحزبي الوحيد في المنطقة، وإذا تم اعتقالي من سيكون الوسيط بين المنطقة ودمشق. علماً أن الأجهزة الأمنية كانت قد أخلت مقراتها في كامل المنطقة.
ومن باب الأمانة اشترك الرجل في المظاهرات فيما بعد ولكن مرة مع التنسيقيات ومرة ثانية مع الأحزاب ومرة ثالثة مع حزب PYD وكان الشباب يدعونه بـ «الانتهازي»..الآن يبدو لي أنه تعلم الانتهازية وتقلب المواقف في مدرسة الأستاذ حسن، فمعلمه اليوم مع التفاوض وضد الحوار وفي اليوم الثاني مع الحوار ضد التفاوض، ومرة ضد التدخل الخارجي ومع التدخل العربي، ومرة ضد التدخل الخارجي وضد الفيتو الروسي والصيني الذي منع التدخل الخارجي.
ومرة مع الحصار الاقتصادي على سورية، وفي اليوم الثالث ضد الحصار على سورية.
مرة يرفض مشاركة الجبهة الشعبية في المعارضة لأنها في الحكومة السورية، ومرة يرفض مشاركة الجبهة حتى لو استقالوا أو أقيلوا من الحكومة.
ذكرني هذا الرفض أو الفتوى الأخيرة بلعبة كنا نلعبها عندما كنا صغاراً..   نعمل دائرة حول أحد اللاعبين فلم يعد بإمكانه أن يخرج من تلك الدائرة حتى نفتح له ممراً في تلك الدائرة، فيبدو إصدار حسن عبد العظيم فتواه بأن «قدري جميل» لاينتمي إلى المعارضة، ويحاول أن يلعب تلك اللعبة ويرسم هذه الدائرة حول حزب الإرادة الشعبية والحزب القومي الاجتماعي السوري مع الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير مع ائتلاف قوى التغيير السلمي لأن الجبهة الشعبية قد دخلت الحكومة، وإن كان من موقعها المعارض. 
مع العلم أنه يعمل ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية،  مع ائتلاف الدوحة يبرر بعض مواقفهم ويدعم آراءهم بشكل مباشر وغير مباشر، رغم أنهم نادوا وطالبوا ورحبوا بالعدوان الخارجي والتدخل العسكري الأمريكي.
من جهة ثانية قسم هام من قيادات ائتلاف الدوحة كانوا جزءاً من النظام، ومنهم من كان في مواقع متقدمة من المؤسسات الحزبية والعسكرية والأمنية، ولم يكن عند  أي حرج، في التعاطي معهم والتوقيع على اتفاقيات معهم، مع العلم أن الائتلاف ضد كل إرثك القومي فكراً وممارسةً وأغلبهم مجرد مرتزقة لدى استخبارات الدول.... رحم الله عبد الناصر على هذه الخِلفة.. يقول أحد مجانين عامودا..!!