أعيدوا مخطوفي السويداء
وحدهم الفقراء الضحية التي يطلب منها التحلي بكل معاني المسؤولية الوطنية والسكوت والغفران عن سطوة سكاكين «تجار الأزمات والأرواح» التي تجزّ لحم الشعب ودمه..
ويوماً بعد يوم تزداد حالات الخطف في محافظة السويداء
الشابّة نبال، صيدلانية عمرها 25 عاماً اختفت منذ أيام أثناء ذهابها لإنجاز معاملة عقارية في السويداء، أهلها المفجوعون لم تغفر لهم مصيبتهم دون أن تتناولهم الشائعات المهينة للكرامة والشرف، وقد دقّوا أبواب جميع المسؤولين في السويداء وتواصلوا مع الشخصيات الاجتماعية والشعبية كافة، ولم يتركوا خياراً إلاّ وجربّوه ولم يلقوا أي جواب أو صدى حتى الآن.
ومنذ بداية الأزمة الوطنية شهدت المحافظة خطف أربعة عشر شرطياً من أبناء السويداء في محافظة درعا، وبعدها تم اختطاف سبعة حراس لآبار المياه في قرية الثعلة مع سبعة مواطنين مدنيين، وتوالت حوادث خطف عدد من سائقي التكسي والسيارات الحكومية وعدد من المزارعين من أراضيهم واختطاف رجل دين ونساء وأطفال. حتى الآن عدد قليل تم الأفراج عنهم مقابل مبالغ مالية ضخمة، في ظل غياب جهاز الدولة عن أداء دوره الأساسي المطلوب اتجاه الشعب بحماية أمنه واستقراره وتأمين لقمة عيشه وصون كرامته.
أبناء السويداء قطعوا الشك باليقين بأن هناك ميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة في طرفي الصراع وتخترق جهاز الدولة، تلجأ لهذا الأسلوب الوحشي بسبب غياب ذاك الجهاز عن دوره الأساسي في حماية أمن المواطنين وكرامتهم، وتستخدم هذه الحوادث والعمليات كإحدى أدوات الإبتزاز المالي من جهة، وتصعيداً للعنف أكثر، من جهة أخرى بزيادة نزيف الدم السوري وعرقلة أي حل سياسي ورفع الاحتقان ودرجات التوتر والشحن الطائفي والمذهبي.
إن التعامل الجدّي والمسؤول للكشف عن مصير جميع المفقودين والمخطوفين والإفراج عنهم هو ضرورة وطنية تقتضي الحفاظ على جهاز الدولة وإعادة تفعيل دوره لحماية وحدة السوريين.