النيران تلتهم جبل السيدة بمشتى الحلو... «الإطفاء» خارج التغطية!

النيران تلتهم جبل السيدة بمشتى الحلو... «الإطفاء» خارج التغطية!

كان جبل السيدة بمنطقة مشتى الحلو في محافظة طرطوس على موعد مع حريق ضخم صباح يوم الخميس 15 أب 2013،

حيث التهمت النيران- التي بدأت عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، واستمر حتى الساعة التاسعة مساءاً- نحو 200 دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، واللوز، والتين، والعنب، بالإضافة إلى الأشجار الحراجية من القرطم والقطلب والسنديان والبلوط، والتي تتراوح أعمارها بين 50 – 100 عام، كما كان للأعشاب الطبية النادرة حصتها من الأضرار أيضاً، حيث أتلفتها النيران بشكل شبه كامل، وهي ما كان يقصدها أطباء الأعشاب من لبنان وغيره من البلدان ليأخذوها لعلاج الأمراض.

ول ما يتبادر إلى الأذهان هو السؤال عن الفاعلين، إلا أن تحديد هويتهم ليس من اختصاصنا، وما ترجحه روايات الأهالي، هو أن الحريق قد تم بفعل فاعل، حيث بدأ الحريق من مناطق سكنية ملاصقة للجبل.
الفاصل الزمني بين الحرائق لا يتجاوز الأسبوعين!
كما أن هذا الحريق لم يكن الأول في هذه المنطقة، فقبل ذلك بأيام، اشتعلت النيران في جبل النبي «متى»، وأكلت النيران مساحات تزيد بخمسة أضعاف عن حريق جبل السيدة حسب بعض التقديرات (1000 دونم)، وكانت أشجار الصنوبر ضحيتها التي يزيد عمرها عن 60 عاماً، كما كانت غمقة صافيتا هي الأخرى على موعد مع حريق بعد أسبوع تقريباً، فالفاصل الزمني بين الحرائق الثلاث لا يتجاوز الأسبوعين على الرغم من أن عامل الطقس في هذا الصيف لا يعد من المسببات، لتدني درجات الحرارة قياساً بالسنوات الماضية، وهذا ما يعزز فرضية اشتعال تلك الحرائق بفعل فاعل، وبشكل مقصود.
كان تقاعس بعض فرق الإطفاء أمراً واضحاً للعيان، الأمر الذي تسبب في امتداد الحريق على كامل الجبل تقريباً باستثناء قمته الغربية، وأدى إلى زيادة حجم الخسائر بالأراضي الزراعية، فلم تصل أولى سيارات الإطفاء إلا بعد أكثر من ثلاث ساعات من بدء الحريق، أي عند الساعة الثالثة والنصف ظهراً، على الرغم من أن مركز إطفاء عين عفان لا يبعد أكثر من ربع ساعة عن مكان النيران!!
عذر أقبح من ذنب
«الأنكى» من ذلك، تمثل في رفض أولى سيارات الإطفاء التابعة لمركز عين عفان البدء بإطفاء الحريق لوعورة الطريق، وصعوبة إطفاء النيران على حد قولهم، على الرغم من كون المركز حديث الإنشاء، ويمتلك عدداً من الإطفائيات الحديثة، علماً أن سيارات الإطفاء التابعة لمراكز «صافيتا» و«الدريكيش» و«الناصرة» وصلت إلى مكان الحريق في وقت لاحق، وبدأت بإطفائه!!.
ولهم نقول: إذا كان من الصعب وصولكم إلى مكان الحريق، فما هو مبرر قدومكم من الأساس؟!
ويؤكد أهالي المنطقة، أنه لو تعاملت أولى سيارات الإطفاء مع النيران في حينها لما كان امتد الحريق «ليأكل الأخضر واليابس» في جبل السيدة، أي أن هناك تقاعساً مقصوداً من تلك الجهات بحسب اعتقادنا!!.
على أرضية تأخر الجهات المعنية الوصول إلى مكان الحرائق والبدء بإطفائها، وعلى قاعدة «جود بالموجود»، كثرت النداءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مطالبة الأهالي المساهمة السريعة في إطفاء الحريق، وهذا ما حصل بالفعل، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته بلدية المشتى على هذا الصعيد أيضاً، عبر إرسال صهاريج المياه للمساهمة في إطفاء الحريق، كإحدى الوسائل التقليدية على هذا الصعيد.
التقصير في زمن قياسي!
التقصير الفاضح من جانب فرق الإطفاء (مركز عين عفان) المكلفة إخماد الحرائق في منطقة جبل السيدة، لم يمنع مدير زراعة طرطوس المهندس عبد الرزاق بلال من التصريح لبعض المواقع الالكترونية من «أن فرق الإطفاء تعاملت مع النيران، وأنه تمت السيطرة على النيران خلال وقت قياسي»، فالحريق استمر لـ 9 ساعات متواصلة بحسب شهادات الأهالي، فعن أي زمن قياسي يتحدث؟
وهذا ما يتساءل عنه المراقبون حتى هذه اللحظة؟!