من الذاكرة : في ركب الشباب ومعهم
يــــــا موطني يا قصةَ الجمالْ ولحنَ شعــــــــبٍ رائعِ النضالْ
يــــــا موطني يا مَلعبَ النضالْ ورايــــةً تموجُ في الســــــــماءْ
في حمـــــــاكَ خيـــــــرٌ وفيــــــرْ وثـــــــــراكَ دومــــــــــاً نضيرْ
والهتــــــافُ يعــــــــلو حبيبــــــاً والطــــــريقُ رحـــــــــبٌ منيرْ
ما تردد على مسمعي من أسماء أبطالنا الميامين رجال الثورة السورية الكبرى أمثال سلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو وصالح العلي ومحمد الأشمر وحسن الخراط وفوزي القاوقجي ومحمد ديبو وابراهيم شيخاني وأحمد بارافي وتوفيق عليكو ومستو عكاش وأحمد الملا والعشرات والمئات من المجاهدين والشهداء في عرض البلاد وطولها، إلا و شعّ في مدى الذاكرة اسم القائد الوطني الكبير يوسف العظمة بطل معركة ميسلون الخالدة، تلك الملحمة التي زرعت في نفوس ووجدان شعبنا إرادة الحياة الحرة والكرامة الوطنية الأبية التي جادت وتجود بالأرواح فداء لعزة الوطن السيد، وعزة المواطن الحر الشهم الشريف.
واليوم إذ تستعيد الذاكرة صدى ما اختزنته من أحداث ومواقف وتضحيات سطّرها السوريون من مطلع القرن العشرين وبخاصة منذ الرابع والعشرين من تموز عام 1920، تفيض في الصدور مشاعر الفخر والاعتزاز والإباء والعرفان بالجميل لآلاف الثوار الأشاوس الذين رسخوا في ضمائرنا وعقولنا حب الوطن والشعب السوري العظيم.
وما زال يصدح في الأسماع والحنايا قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
ســأذكرُ ما حييتُ جدارَ قبرٍ بظــــاهرِ جلّقٍ رَكبَ الرّمالا
مُقيمٌ ما أقامتْ ميســــــــــلونٌ يُذكّرُ مَصرعَ الأسدِ الشِبالا
وهذا بالذات ما دفع المؤتمر العاشر لحزبنا– حزب الإرادة الشعبية– لاختيار نشيد ميسلون نشيداً للحزب، التزاماً بالإرادة الشعبية الوطنية قولاً وفعلاً، نهجاً وممارسة على أرض الواقع.
فحزبنا منذ تأسس عام 1924، كرس نشاطاً وطنياً أصبح تقليداً متبعاً بالاحتفاء بذكرى موقعة ميسلون، بزيارة ضريح بطلها الخالد يوسف العظمة، ليعلو الهتاف والنشيد في تمجيد البطولة والأبطال والشهادة والشهداء، وإدانة العدوان والاحتلال، وازدراء الخونة أمثال الحثالة الذين ارتضوا أن يكونوا بهائم يجرون عربة غورو نحو دمشق الأبية.
لقد طرأ تطور لافت على زيارة الضريح أبدعه ونفّذه شبابنا بدءاً من عام 1999، حيث دعوا إلى مسير وطني للشباب ينطلق من أمام بيت يوسف العظمة في حي المهاجرين بدمشق مع إشراقة صباح الرابع والعشرين من تموز إلى بطاح ميسلون سيراً على الأقدام ولمسافة ستة وعشرين كيلومتراً في عز الصيف. ليضعوا أكاليل الورد ويرددوا الأناشيد الوطنية والقسم على متابعة السير على خطا الثوار والشهداء الأمجاد... واستمر هذا النشاط الشبابي إثني عشر عاماً 1999 - 2010 ليتوقف جراء الأزمة الراهنة التي تعصف بالشعب والوطن.
وبمناسبة ذكرى ميسلون المجيدة، أعتز بمساهمتي في تلك المسيرات الوطنية كلها، وبأنني سرت على الأقدام في ركب الشباب ومعهم ثلاث مرات وقد تجاوزت السبعين من عمري.