من الذاكرة : المحرك النشيط

من الذاكرة : المحرك النشيط

يمر الإنسان خلال حياته بما لا يعد ولا يحصى من المواقف والأحداث والظروف، ولكل منها أثره في نفسه، وصداه في مشاعره وإحساسه، سعادة أو تعاسة، قبولاً أو نفوراً، أملاً أو إحباطاً.


وفي الأحداث الهامة تتداخل وتتباين المشاعر إلى أن ينتهي الحدث، ويستقر الأمر، هذا ما عشته بالفعل خلال الشهر الماضي وبداية الشهر الجاري وأنا أتابع مثل باقي الرفاق بكل الاهتمام والترقب والرجاء انعقاد المؤتمر الأول لحزبنا حزب الإرادة الشعبية بعد الترخيص.
وعندما قصدت الدار التي سيعقد في ساحتها مؤتمرنا الواعد وأمام المدخل انتابني إحساس دافق بروعة الانتماء للشعب والوطن، ووجوه الرفاق الشباب المكلفين باستقبال الضيوف والمشاركين تطفح بالسعادة والحماسة، وتحس وأنت تصافحهم بشحنة عزم وقوة تجدد شعورك بشبابك رغم أفوله، وتدفعك إلى تذكر الكثير من الأحداث التي مررت بها وأنت شاب مترع نشاطاً وتطلعاً واثقاً إلى مستقبل لابد أن يكون أجمل وأفضل.
حتى المكان الذي ينعقد فيه المؤتمر وهو المعهد النقابي لاتحاد عمال دمشق «بيت الإيبش» أعادني بالذاكرة إلى عام 1949 حين دخلته أول مرة وأنا في الثانية عشرة من عمري برفقة والدي للقاء أحد مالكيه وهو الأستاذ نوري الايبش وزير الزراعة بناءً على موعد مسبق.
وقد بهرني منظر البيت الدمشقي العريق باتساعه وروعة بنائه ووارف ظلال أشجاره.
وبعد اللقاء شاهدت إحدى قاعات البيت وهي أشبه بمتحف فريد تضم حصيلة رحلات صيد عديدة قام بها شقيق الأستاذ نوري الصياد المشهور حسين الايبش مع بعض الأمراء الانكليز والفرنسيين في مجاهل إفريقيا وغابات الهند.
واليوم وبعد أربع وستين سنة أدخل البيت ذاته لحضور المؤتمر، ويعاودني الشعور بروعة البيت وجماله، لكنما الأجمل والأروع هم الرفاق المندوبون الذين ملؤوا ساحاته وجنباته، والذين سعدت بلقائهم والحديث مع الكثيرين منهم الوافدين من كل المحافظات، ولاسيما الرفاق القدامى أتراب الدرب الطويلة التي مشيناها معاً، ومنبع الفرح هو ذاك الحشد من الرفيقات والرفاق الشباب المندوبين للمؤتمر الذين كانوا بحق وجدارة المحرك النشيط في نجاح المؤتمر ليستعيد الحزب دوره الحقيقي بعودته إلى جماهيره الواسعة، وطبيعي عندها أن تتردد على شفاه الرفاق والأصدقاء عبارة (مبروك نجاح المؤتمر)، مبروك لنا جميعاً ولشعبنا هذا الانجاز الهام، والأمل مازال معقوداً على المناضلين المحكومين بالانتصار.

آخر تعديل على الأحد, 16 حزيران/يونيو 2013 18:05