فتيل النزاع التجاري الأميركي ـ الأوروبي يشتعل بعد هدنة قصيرة
تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية أمس بعدما سيطرت المخاوف على المستثمرين من اشتعال الأزمة التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا مجددا، بعد هدنة قصيرة منذ التهدئة التي أقرت في يوليو (تموز) بين واشنطن وبروكسل. وعقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب لمح فيها إلى أنه غير راض عن «عرض أوروبي» بشأن «إلغاء متبادل» للرسوم على السيارات، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أمس، أن الاتحاد الأوروبي سيرد على أي رسوم جمركية قد تفرضها الولايات المتحدة على السيارات، بينما انتقد مسؤول بالبنك المركزي الأوروبي اتهامات الرئيس الأميركي بتعمد أوروبا إضعاف عملتها في إطار معركة تجارية.
وقال يونكر متحدثا لشبكة «زد دي إف» الألمانية إنه في حال شدد الرئيس الأميركي الرسوم الجمركية على واردات السيارات الأوروبية كما هدد الخميس في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ»: «فسوف نقوم بالأمر نفسه»... مشددا على أن «الاتحاد الأوروبي لن يدع أي شخص يحدد سياساته التجارية».
وتابع: «اتفقنا مع الرئيس ترمب على نوع من وقف إطلاق النار فيما يتعلق بالضرائب الجديدة على السيارات»، مذكرا بزيارته في نهاية يوليو إلى واشنطن بحثا عن تسوية لأزمة تبادل العقوبات بين أوروبا والولايات المتحدة.
وقال يونكر: «كما يحصل أحيانا مع أي هدنة، فهي تكون أحيانا في خطر، لكنه يتم احترامها».
وحرك ترمب الخميس المخاوف من تصعيد في الحرب التجارية، رافضا في المقابلة مع «بلومبرغ» عرض الاتحاد الأوروبي بتخلي الطرفين عن الرسوم الجمركية المتبادلة على واردات السيارات.
وقال ترمب إن «مستهلكيهم اعتادوا شراء سياراتهم وليس سياراتنا»، وقد أبدى مرارا استياءه لرؤية سيارات مرسيدس في شوارع نيويورك.
وأكدت مفوضة التجارة الأوروبية سيسيليا مالمستروم الخميس أمام لجنة في البرلمان الأوروبي، أن بروكسل على استعداد لإلغاء الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية ولكن بشرط أن «يكون ذلك مبادلا».