قلق دولي من انهيار النظام التجاري
مع اقتراب موعد فرض الولايات المتحدة الأميركية رسوماً على الواردات الصينية في السادس من تموز (يوليو)، وتأكيد الصين ردها على هذه الرسوم بالمثل، باتت الأنفاس محبوسة خشية أنهيار النظام التجاري العالمي إذا استنفرت السلطات الصينية لحشد الدعم والتأييد الدولي ضد الرسوم المفترضة، خصوصاً بعد التذمر الأوروبي من الرسوم الأميركية المفترضة على السيارات.
وأكدت وزارة المال الصينية أمس، إنها لن تبادر إلى تطبيق رسوم جمركية، قبل أن تفرض الولايات المتحدة رسومها على سلع صينية. ولكن الرسوم المضادة ليست نهاية المطاف عند السلطات الصيني، إذ أفاد مسؤولون أوروبيون بأن الصين تضغط على الاتحاد الأوروبي لإصدار بيان مشترك قوي في قمة بينهما هذا الشهر، للتنديد بسياسات ترامب التجارية، لكنها تواجه مقاومة.
وخلال اجتماعات في بروكسيل وبرلين وبكين، اقترح مسؤولون صينيون كبار، بينهم نائب رئيس الوزراء ليو هي ووزير الخارجية وعضو مجلس الدولة وانغ يي، إقامة تحالف بين القوتين الاقتصاديتين، وعرضوا فتح المزيد من قطاعات السوق الصيني كبادرة حسن نية. وأحد المقترحات أن تتحرك الصين والاتحاد الأوروبي معاً ضد الولايات المتحدة في «منظمة التجارة العالمية». لكن خمسة مسؤولين وديبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أبلغوا «رويترز» بأن الاتحاد، أكبر تكتل تجاري في العالم، رفض فكرة التحالف مع بكين ضد واشنطن قبيل قمة صينية أوروبية في بكين يومي 16 و17 تموز (يوليو). وتوقع مسؤولو الاتحاد أن «تخرج القمة ببيان ختامي متواضع يؤكد التزام الجانبين بنظام تجاري متعدد الأطراف»، ويعد بتشكيل مجموعة عمل لتحديث «منظمة التجارة العالمية».
وعلى رغم الرسوم التي فرضها ترامب على صادرات المعادن الأوروبية والتهديد باستهداف صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي، فإن بروكسيل تشارك واشنطن مخاوفها بشأن إغلاق الصين لأسواقها، وما تؤكد الحكومات الغربية أنه تلاعب بكين بالتجارة للهيمنة على الأسواق العالمية. وأكد ديبلوماسي آخر: «نوافق تقريباً على كل الشكاوى الأميركية تجاه الصين، لكننا لا نتفق فقط مع كيفية معالجة الولايات المتحدة لها».
إلى ذلك، عبّر شركاء تجاريون كبار للولايات المتحدة ومن بينهم الاتحاد الأوروبي والصين واليابان في «منظمة التجارة العالمية» أول من أمس، عن قلقهم البالغ من الرسوم الجمركية.
ولفت مسؤول حضر الاجتماع، إلى أن «اليابان حذرت من أن مثل تلك الإجراءات قد تدفع إلى سلسلة من الإجراءات المضادة ينتج منها في النهاية انهيار النظام التجاري المتعدد الأطراف الذي يستند إلى قواعد». وحذر أكثر من 40 بلد عضو في «منظمة التجارة العالمية»، ومن بينهم 28 دولة من الاتحاد الأوروبي، من أن التحرك الأميركي قد يتسبب في أضرار بالغة للسوق الدولية، ويهدد نظام المنظمة بالنظر إلى أهمية السيارات للتجارة العالمية.