«الثورة الصناعية الرابعة» و «البلوكشين» تدخلان تغيّرات جذرية في قطاع الطيران
توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، أن يشهد قطاع الطيران والسفر تغيرات جذرية، في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وتقنية «البلوكشين» والمقاييس البيومترية. وعلى رغم التطورات التي حدثت في عالم الطيران، أكد نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط محمد البكري في حوار مع «الحياة»، أن هذه التقنيات «تنطوي على مزيد من الإمكانات غير الموظفة، والتي سيتم الاستفادة منها مستقبلاً». ورجح أن تستمر التقنيات الجديدة في تقديم تجارب استثنائية للمسافرين خلال العام الجاري، إذ «ستساهم تكنولوجيا المقاييس البيومترية في توفير تجربة سلسة ومريحة في المطارات في المستقبل القريب، لأن مشروع «الهوية الموحدة» الذي أطلقته «أياتا» أخيراً، يتجه نحو توفير تجربة سفر تتسم بالسلاسة والسهولة، مستفيدة من تقنيات التعرف على الوجه أو قزحية العين وبصمات الأصابع لتأكيد الهوية».
وأشار إلى أن «المشروع يقوم بربط المقاييس الحيوية المميزة للمسافرين ومطابقتها مع جوازات سفرهم، وحالما يتم التأكد من المطابقة، يمكن للمسافرين اجتياز إجراءات التفتيش في المطار والصعود إلى الطائرة من دون الحاجة إلى إبراز وثائق السفر».
وأكد ان منطقة الشرق الأوسط واحدة من المناطق الرائدة في استخدام تكنولوجيا المقاييس البيومترية بهدف الارتقاء بتجربة السفر، إذ أعلن مطار دبي الدولي أخيراً عن إطلاق مشروع مبتكر يستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجه، وبحلول عام 2020، سيتمكن المسافرون من عبور نفق يستعرض صور حوض مائي افتراضي، يحوي 80 كاميرا داخلية مدمجة، تعمل على إجراء مسح لوجوه المسافرين، وتجري بعدها مطابقة المعلومات الخاصة بكل مسافر مع الملفات الرقمية الخاصة بهم، والتي يتلقون على أساسها رسالة موافقة خضراء تتمنى لهم رحلة سعيدة أو إنذاراً أحمر في حال الاضطرار لإجراء عمليات تحقق إضافية.
وأشار إلى أن «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» أطلق أيضاً برنامج «قدرات التوزيع الجديدة»، الذي يهدف إلى تذليل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المسافرين، والتي تتمثل في الهوة الكبيرة بين المنتجات والخدمات التي تعرضها شركات الطيران على مواقعها الإلكترونية، وبين ما يمكن أن تقدمه ضمن الأنظمة المستخدمة من قبل معظم وكلاء السفر ومواقع السفر الإلكترونية.
وقال إن «شركات الطيران تعمل ضمن مواقعها الإلكترونية على تقديم محتوى غني، يتضمن وصفاً دقيقاً للمنتجات، إضافة إلى مواد بصرية، مثل الصور ومقاطع الفيديو. والسبب في ذلك يعود إلى استخدام صيغة «أكس أم أل» في تصميم هذه المواقع الإلكترونية. ولكن من الناحية المُقابلة، فإن معظم الأنظمة المسؤولة عن توزيع تذاكر الطيران عبر وكلاء السفر أو مواقع السفر الإلكترونية، مصممة بناءً على تكنولوجيا سابقة لعهد الإنترنت والتي تعود إلى سبعينات القرن الماضي، وهي غير قادرة على دعم المحتوى الغني الموجود ضمن تلك المواقع الإلكترونية بسهولة. لذا، يعمل برنامج «قدرات التوزيع الجديدة» على ردم الهوة بين المواقع الإلكترونية الخاصة بشركات الطيران والأنظمة المعتمدة من قبل وكلاء السفر، من خلال تطوير معيار نقل بيانات قائم على صيغة «أم أكس أل»، الخاص بالتواصل بين شركات الطيران ووكلاء السفر. وسيستفيد الزبائن من مستوياتٍ أعلى في الشفافية ضمن عروض شركات الطيران، فضلاً عن القدرة على المقارنة بين عروض الشركات المختلفة، وإمكان تعديل عمليات الشراء لتلبي حاجات السفر الخاصة بهم بغض النظر عن القناة او الطريقة المخصصة للشراء.