في مركز للإيواء بدمشق .. أطفال يُضربون ويُشتمون..!
مستغلين بعدهم عن الأنظار، وموقعهم النائي عن المدينة، تفرد مدير مركز الإيواء الواقع في منطقة الدوير بمنطقة عدرا، متحكماً بنزلاء المركز من النازحين، حيث يغض النظر عن ممارسات إحدى المدرسات القائمة على إدارة مركز التعليم الأساسي المفتتح في ذلك الملجأ، والتي وفقاً لشكاوى إحدى القاطنات في مركز الدوير «تقوم بضرب الطلاب مستخدمة العصي وخراطيم المياه، وتوجه لهم الكلمات النابية والبذيئة».
عائلات نازحة تخشى طردها.. والشارع مصيرها الوحيد
مركز الإيواء هو مخيم سابق لطلائع البعث في منطقة الدوير بريف دمشق، ويضم عائلات نازحة من ثلاث مناطق، وتتبع إدارته بشكل كامل لمحافظة ريف دمشق، التي أقامت بالتعاون مع تربية الريف مركزاً للتعليم الأساسي داخل مركز الإيواء، بغرض تدريس أولاد العائلات المقيمة فيه.
وتقوم بعملية التدريس في المركز مدرسات من النازحين أنفسهم، إضافة لعدد من المدرسات يأتين من مساكن الضباط القريب من المركز، الذي يبعد عن الطريق الدولي (دمشق- حمص) حوالي 2 كم وله مدخل ومخرج واحد فقط، وأقرب منطقة مأهولة منه هي مخيم الوافدين.
مدرّسات يشتمن الطلاب
يؤكدن «الأخلاق أولاً»
وبحسب الشكوى المقدمة من إحدى القاطنات بالمركز والتي رفضت ذكر اسمها خوفاً من مدير المركز وإحدى المدرسات، وخوفاً من طردها من مركز الإيواء، إذ لا مكان آخر تلجأ إليه، على حد تعبيرها، حيث قالت إن «إحدى المدرسات تقوم بضرب الطلاب بشدة مستخدمة خراطيم المياه والعصي، كما تجبر الطلاب على توقيع تعهد بعدم المشاغبة، رغم صغر سن الطلاب وعدم فهمهم لمعنى كلمة تعهد بالأساس، وبالتالي بات الطلاب يخشون الذهاب للتعلم ويمتنعون في بعض الأحيان نهائياً عن الدوام».
وتابعت المشتكية «تتوجه تلك المدرسة بالكلام البذيء للطالبات باستمرار، رغم ترديدها عبارة (أهم شي الأخلاق)»، مشيرة إلى «خوفها مما قد يحصل في حال علم المدير بأنها اشتكت عليه أو على تلك المدرّسة.
وفي معرض حديثها أشارت المشتكية إلى أنه «لم يتم تأمين وقود أو أية وسيلة تدفئة للأسر والعائلات في المركز، مما يضطرهم أحياناً إلى تقطيع الشجر الموجود في منطقة مركز الإيواء، واستخدامه كحطب لتدفئتهم».
كما نوهت إلى أنهم «يحصلون على وجبة طعام واحدة فقط، وأن هناك تقصير من الهلال الأحمر الذي لا يزور المركز إلا كل ثلاثة أشهر مرة».
مندوب إغاثة: لابد من وضع حد
وحول ما يحصل داخل مركز الدوير، قال هيثم الدمشقي مندوب إغاثة وعضو اللجنة الدولية لحماية حقوق الطفل لجريدة (قاسيون) إنه «تلقيت شكوى من العائلات في مركز الإيواء بالدوير حول ممارسات مدير المركز والمدرّسة المسؤولة عن مركز التعليم الأساسي فيه، وطالبونا بالعمل لإنقاذهم ووضع حد لإدارة المركز، خاصة وأن معظم العائلات في ذلك المركز مكونة من الأمهات وأولادهن فقط».
وأضاف الدمشقي «تواصلنا مع وزارة التربية ومديرية تربية ريف دمشق لوضعهم بصورة ما يحصل داخل المركز، إضافة لتقديم شكوى لمحافظة ريف دمشق للتحقيق بالمركز، بهدف الضغط على إدارته لردعهم عن تلك الممارسات».
وتابع الدمشقي «إن أحد أعضاء محافظة ريف دمشق على علم سابق بمشكلة الناس داخل مركز إيواء الدوير، ولا يحرك ساكناً أو يستجيب لاستغاثتهم».
ولفت الدمشقي إلى أن «ما يحدث داخل ذلك المركز خطير جداً، خاصة لما له من آثار باتجاه التسرب المدرسي والتشجيع على العنف، وبالتالي إفراز جيل غير سوي ومهيأ للانحراف بأشكاله العديدة».
وأكد الدمشقي إنه «في حال عدم وجود استجابة إلى طلباتنا سنلجأ لكافة الوسائل لفضح ما يحدث داخل المركز وعلى العلن».
برسم محافظة وتربية ريف دمشق
إن مراكز الإيواء ليست أماكن لممارسة فرض النفوذ والسلطة واختبار الإمكانات الفردية بذلك، من قبل هذا أو ذاك من المتنفذين المسؤولين عنها، بل من الواجب أن تكون مراكز للرعاية والاهتمام الخاص بالمقيمين بها وباحتياجاتهم ومستلزماتهم، باعتبارهم قاسوا وعانوا وما زالوا من مرارة النزوح والتشرد في وطنهم، ولا يوجد أي مبرر للسكوت وغض النظر عن التجاوزات في ممارسة الصلاحيات، خاصة مع احتمال وجود آثار سلبية، آنية ومستقبلية، ستترتب جراء الصمت عن تلك الممارسات