جامعة تشرين.. تعسف «أكاديمي» في «المعمارية»

جامعة تشرين.. تعسف «أكاديمي» في «المعمارية»

 

قام طلاب كلية الهندسة المعمارية في جامعة تشرين مؤخراً باعتصام داخل الكلية، وذلك تعبيراً عن احتجاجهم الشديد على علامات المشاريع في مادة «التصميم المعماري» (وهي مادة لا سلّم تصحيح واضح لها، ولا رقابة على التصحيح فيها، إضافةً إلى أنها مادة أساسية موجودة في السنوات الدراسية الخمس للكلية. وهي مادة مرسّبة حتى ولو كانت لوحدها! فهي تعتبر كثمانية مواد في معدل كل سنة).

أكثر من نصف طلاب السنة الرابعة تعرضوا للظلم من قبل دكاترة الكلية دون سبب واضح أو منطقي أو أكاديمي.. حيث قام الدكاترة منذ بداية العام الدراسي، بفرض متطلبات وضغوط على الطلاب، إلى حين صدور نتائج المشروع الأول، والذي رسب فيه حوالي نصف الدفعة. ومن خلال التقصّي والاستيضاح، أفاد بعض الطلاب، بأن الدكاترة قد غيروا ما قالوه لهم ولم يلتزموا بالتصحيح وبالاعتبارات التي ألزموهم بها. وقد تكرر هذا في المشروع الثاني أيضاً، حيث رسب طلاب ملتزمون بالحضور وبالتعليمات، في حين نجح طلاب لا يستحقون النجاح كونهم مخالفين لمعطيات المشروع..!

وتابع الطلاب: حاولنا تعويض نتائجنا في المشروع الثاني، لكنهم تأخروا في إصدار نتائجه متعمدين، وصُدمنا حين رؤية النتائج الكارثية السابقة نفسها.

وعلى إثر ذلك قمنا باعتصام لأننا مظلومون ونريد حقوقنا، ثم إن رسوب سنة ليس كلمة سهلة.. فهذه السنين التي تضيع من عمرنا لا أحد يعوضها لنا!

تم رفع كتاب عن طريق اتحاد الطلبة والهيئة الإدارية في الكلية لرئاسة الجامعة، وفيما بعد لمجلس التعليم العالي، لكن حتى الآن للأسف لا نتائج تذكر! والجميع يعد ولا يفي.. 

كما تم عقد مجلس لدكاترة الكلية للبحث في الموضوع، وقد استبشر الطلاب خيراً، لأن بعض الدكاترة ومشرفي الأقسام وعدوهم بحل المشكلة وأخذ حقوقهم، وأيضاً لم تصدر عن الاجتماع أية نتائج تخدم الطلاب وتم «ضبضبة الموضوع».

أكثر من نصف الدفعة سترسب في حال استمرار هذا «الفساد التعليمي». وفي حال عدم استجابة المعنيين للطلب المحق الذي قدمه الطلاب، وهو إعادة تصحيح المشاريع من جديد. فإن الطلاب سوف يصعّدون من احتجاجهم إلى أن يحصلوا على حقوقهم.

وللتنويه فإن طلاب عمارة تشرين هم أصحاب أدنى نتائج بالمقارنة مع طلاب الجامعات السورية الأخرى. وهذا يطرح تساؤلاً كبيراً برسم المعنيين في وزارة التعليم العالي..!

إلى متى سيبقى دكتور الجامعة «ديكتاتوراً» لا أحد يستطيع محاسبته أو مراقبته. والطالب من يأكل العصيّ ويعدّها، ويحصد نتائج فساد إداري وتعليمي متفشّي في جامعاتنا؟

طلاب اليوم، مهندسو المستقبل.. دفعات إعادة إعمار سورية.. ألا يستحقون اهتماماً أكثر لمصلحة إعمار البلد ورسم مصير سورية بيد جيل شاب سوري، بعد أن دمرت البنى التحتية للعمارة فيها وتشوهت حضارات هذا البلد العظيم؟!