17 شهيداً جرّاء القذائف على دمشق
ارتفعت وتيرة المعارك على جبهة حيّ جوبر في العاصمة مع استمرار سقوط قذائف الهاون على أحياء مختلفة في دمشق ما أدّى إلى استشهاد 17 مواطناً وعشرات الجرحى
ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» في حي جوبر الدمشقي أمس. كذلك دوّت أصوات القذائف والصواريخ أرجاء العاصمة طيلة اليوم، مخلّفة عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى.
وطاولت رقعة الاشتباكات الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية للحي، حيث تمكن الجيش من الدخول إليها ليل أول من أمس بعد نجاح كمائنه التي نصبها في وقت سابق.
وبحسب مصدر عسكري، فقد «اقتربت خطوط الاشتباك بيننا وبينهم إلى حدود قصوى، حيث صار جنود الجيش قادرين على تحديد مناطق إطلاق الهاون بالعين المجردة، وهذا ما كبدهم خسائر فادحة على صعيد مخازن القذائف ومنصات الإطلاق». ويرى المصدر ذاته، في حديث مع «الأخبار»، أن «معركة جوبر تمثل تجسيداً حقيقياً لحرب العصابات، فمنذ أن تمكن الجيش من السيطرة على محيط برج المعملين، لم يعد هناك مكان لخطوط واضحة تفصل بين القوات، فخطوط الاشتباك متداخلة إلى أبعد حد، ما يجعل حسم جبهة جوبر متوقفاً على الطرف الذي يتكبد الخسائر الضخمة على نحو أسرع». واكّد مصدر ميداني سقوط «عشرات القتلى من المسلحين» إثر استهداف تجمعاتهم في بعض «الاماكن التي باتت مكشوفة».
إذاً وبحسب المؤشرات الميدانية، فإن ذلك سيحدّ على نحو كبير من سقوط قذائف الهاون على العاصمة، التي لم تهدأ وتيرتها منذ يومين. وسقطت أمس أكثر من 70 قذيفة هاون في محيط ساحة العباسيين والشاغور والشيخ رسلان وجرمانا واليرامكة والحجاز والروضة، إضافة إلى كليات الهندسة الميكانيكية والكهربائية والعلوم. وادى هذا الاعتداء إلى استشهاد 17 مدنياً وجرح اكثر من 75، بينهم أطفال.
في موازاة ذلك، كرر مقاتلو المعارضة المسلحة محاولاتهم الساعية لإحداث ثغر في الطوق المفروض من الجيش حول نقاطهم في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية. وفجر أمس، فجّر أحد الانتحاريين التابعين إلى «النصرة» سيارته المفخخة على حدود البساتين الشمالية للمليحة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة، من دون وقوع أية إصابات بشرية، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة على الحدود الشمالية للبلدة بين الجيش السوري ومقاتلي «جيش الإسلام»، ما أدى إلى مقتل العشرات من بينهم القائد الميداني للتنظيم، المقدّم المنشق أبو البراء. في وقت تجددت فيه الاشتباكات، عصر أمس، بين تنظيمي «الدولة» و«جيش الإسلام» على الحدود الجنوبية لحي الحجر الأسود جنوبي دمشق، في محاولة من الأخير لضرب تحصينات «الدولة» في الحي، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى بين الطرفين، من دون أي تغيير في خارطة النفوذ داخل الحجر الأسود.
الى ذلك، حصلت 38 عائلة فلسطينية على موافقة السلطات السورية على الدخول إلى مخيم اليرموك، في إطار تسوية «تحييد المخيم». واحتشد أمس عشرات الأهالي النازحين من المخيم، على مدخله الشمالي، في محاولة منهم للالتحاق بثمانية وثلاثين عائلة كانت قد دخلت اليرموك أول من أمس، بعد حصولها على موافقة السلطات السورية. وحول عملية دخول العائلات، أكد مصدرٌ فلسطيني مسؤول لـ«الأخبار» أن «هناك قوائم بأسماء 144 عائلة قدمت لنا طلبات الدخول إلى المخيم على مسؤوليتها الشخصية، الآن وبعدما تأكد الوفد المفاوض من خروج كافة المسلحين الغرباء، اعتمدنا الموافقة على دخول العائلات بالتدريج». وشدد المصدر ذاته: «لا يمكننا القول إن المخيم قد أصبح آمناً بالمطلق. اليوم أنجزنا الخطوة الثانية من اتفاق تحييد المخيم، أما فتح الباب لدخول كافة العائلات، فهو مشروط بتأمين كافة جبهات المخيم، بما فيها الحدود مع الحجر الأسود».
وفي حلب، شمالاً، خاض الجيش معارك عنيفة ضد تجمعات المعارضة في الشيخ نجار ومحيط مدرسة الحكمة جنوب غرب حلب، ومحيط مبنى الاستخبارات الجوية والجامع الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء. كذلك استهدف سلاح الجو مقاتلي «جيش المجاهدين» في بلدة تل رفعت وحي بستان الباشا وعندان وعنجارة في الريف الغربي للمحافظة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وفيما استهدفت «جبهة ثوار سوريا» مطار حماة العسكري بعدد من صواريخ «غراد»، اشتبكت وحدات الجيش مع مقاتلي «النصرة» جنوب بلدة مورك في الريف الشمالي للمحافظة، ما أدى إلى تقدمه في نقاط جديدة في البلدة.
وأدت الاشتباكات في حي الوعر في حمص، وفي مدينة تلبيسة في ريف المدينة الشمالي، إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين، كما نشبت اشتباكات مع مقاتلي تنظيم «الدولة» في محيط مدينة السخنة في الريف الشرقي لحمص.
وفي الحسكة، تواصلت الاشتباكات بين «الدولة الاسلامية» و«وحدات حماية الشعب» الكردية في قرية جزعة في ريف بلدة معبدة، وعلى اطراف قرية الراوية في الريف الغربي لمدينة رأس العين. وفي الرقة، استهدف الجيش منطقة مبنى محافظة الرقة، حيث يتمركز عناصر «الدولة».
المصدر: الأخبار