تقاتل وتخوين داخل «الجبهة الإسلامية»... واشنطن: نقدّم دعماً فتاكاً للمعارضة السورية
كشفت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس، أمس، أن واشنطن تقدم «دعماً فتاكاً وغير فتاك» إلى المعارضة السورية «المعتدلة»، وذلك بعد أن كانت الإدارة الأميركية تتمسّك بمقولتها أنها تقدم «معدات عسكرية غير فتاكة» إلى المقاتلين في سوريا.
في هذا الوقت، تدهورت العلاقة بين «جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، إلى مرحلة اندلاع اشتباكات بينهما في ريف دمشق، أمس، مع أن كلا الفصيلين من مكونات «الجبهة الإسلامية»، فيما كان الجيش السوري يتقدم في المليحة في ريف العاصمة، وذلك بعد مرور حوالى الشهرين على انطلاق المعركة.
وقالت رايس، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الأميركية غداة الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً لولاية ثالثة، إن «الولايات المتحدة كثفت دعمها إلى مجموعات منتقاة من المعارضة المعتدلة، مقدّمة لها مساعدة فتاكة (سلاح) وغير فتاكة، وبذلك يمكننا دعم المعارضة المدنية والمسلحة في الوقت ذاته». وأشارت إلى أن واشنطن تعمل مع دول جوار سوريا من أجل مساعدتها في قضية اللاجئين ومواجهة تزايد التهديد بأن تصبح سوريا مرتعاً للإرهابيين.
وكانت الولايات المتحدة تؤكد حتى الآن أنها تكتفي بتقديم دعم «غير فتاك» للمعارضة السورية خوفاً من وقوع الأسلحة بأيدي مجموعات «جهادية».
وحول ما إذا كانت رايس تعلن بذلك تغييراً رسمياً في الاستراتيجية الأميركية رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن الردّ. واكتفت بالقول «نحن لسنا الآن في موقع يتيح تفصيل كل مساعدتنا، ولكن وكما قلنا بشكل واضح، فإننا نقدم في الوقت ذاته مساعدة عسكرية وغير عسكرية إلى المعارضة» السورية.
وشهد ريف دمشق اشتباكات بين «جيش الإسلام» من جهة و«أحرار الشام»، اللذين ينتميان إلى «الجبهة الإسلامية»، في أعقاب قيام مجموعات من «جيش الإسلام» بمحاصرة مقارّ «أحرار الشام» في بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية.
وأكد مصدر ميداني، لـ«السفير»، وقوع إصابات نتيجة الاشتباكات، ما دفع بعض قادة الفصائل الأخرى إلى التدخل ومحاولة التوسط لحل الخلاف قبل أن يتطور إلى معركة كبيرة. يشار إلى أن «أحرار الشام» اتهمت في بيان، قبل أسبوع، «جيش الإسلام»، الذي يقوده زهران علوش، باعتقال عدد من عناصرها، الأمر الذي كان أول ظهور علني للخلافات المستترة بينهما.
وبعد مرور حوالى الشهرين على العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري لاستعادة السيطرة على المليحة في الغوطة الشرقية، يقترب الجيش من بسط سيطرته التامة على البلدة، فيما تحشد المجموعات المسلحة لمنع حدوث ذلك.
وقالت مصادر مطلعة على سير المعارك إنه تم تطويق المنطقة بشكل كامل، بهدف منع وصول أي تعزيزات أو إمدادات من الغوطة إلى المليحة «ما يعني أن سقوطها هو مسألة وقت لا أكثر».
ويقرّ مصدر ميداني معارض «باقتراب سيطرة القوات السورية على كامل المليحة، غير أن الأمل باستعادتها مازال كبيراً»، مشيراً إلى أن المجموعات المسلحة تحشد عناصرها لمنع سقوط البلدة.
من جهة ثانية، تواصل مسلسل السيارات المفخخة في دير الزور، حيث انفجرت سيارة يقودها انتحاري في مدينة الموحسن بريف دير الزور الشرقي، مستهدفةً مقراً تابعاً إلى «مجلس شورى مجاهدي الشرقية»، وأدّت إلى مقتل وإصابة 15 شخصاً. وتوجّهت أصابع الاتهام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بتنفيذ العملية.
ويئست فصائل «مجلس الشورى» في ما يبدو من قطع خطوط إمداد «داعش» الآتية من معقله الرئيسي في الرقة، بعد تمكّن الأخير من فرض سيطرته على قرى وبلدات الريف الغربي لدير الزور كافة، والذي يعتبر صلة الوصل مع ريف الرقة ومعبر خطوط الإمداد. لذلك تحاول هذه الفصائل أن تقطع خطوط الإمداد الآتية من ريف الحسكة، وذلك عبر خوض معارك على محور قرى الخابور في الريف الشمالي لدير الزور، في سعي واضح للسيطرة على مدينة الصور وما يحيط بها. وتركزت المعارك في الحريجية والفدين وسط تضارب في الأنباء حول السيطرة عليهما. وأجبرت الاشتباكات أهالي الحريجية على النزوح عن قريتهم.
المصدر: السفير