صباحي يقدّم برنامجه الانتخابي: الأولوية للفقراء.. وخطة لمكافحة الارهاب
عرض مؤسس "التيار الشعبي" حمدين صباحي، أمس، برنامجاً انتخابياً طموحاً سيخوض على أساسه السباق الرئاسي أمام وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي، الذي يُنتظر أن يكشف بدوره عن تفاصيل برنامجه الانتخابي، الذي يرجح أن يدور، على غرار برنامج صباحي، حول عنوانين رئيسيين، هما الأمن والاقتصاد.
ويبدو أن استباق صباحي موعد انطلاق الحملات الانتخابية بشكل رسمي لإعلان برنامجه الانتخابي، قد يوقعه في إشكاليات قانونية، حيث ذكرت مصادر في اللجنة العليا للانتخابات أن ما قام به مؤسس "التيار الشعبي" قد يعرّضه لغرامة تتراوح بين 10 آلاف و500 ألف جنيه، في وقت أكدت الحملة الانتخابية لصباحي أن المؤتمر الصحافي الذي عُقِد بالأمس لا يندرج ضمن إطار الدعاية الانتخابية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في أحد فنادق القاهرة، توجه صباحي إلى الشعب المصري "القائد والمعلم"، ببرنامجه الانتخابي، قائلاً إنه هو "برنامج من ثورة الشعب المصري، بعقول مصرية، ومصادر تمويل مصرية".
وأشار صباحي إلى أن "خبراء هذا البرنامج يرونه الأفضل لتلبية الحاجات المصرية، والأقدر على استغلال امكانيات البلاد بأفضل صور ممكنة"، مشدّداً على أن "كل ما في هذا البرنامج رهن بإرادة الشعب".
وشدّد صباحي على أن "أساليب التنفيذ ومصادر التمويل والمدى الزمني وارد على النحو الذي اقنع خبراء هذا البرنامج بأنه الاكثر وفاءً لاحتياجات الوطن، وملائمة لموارده البشرية والطبيعية".
وأضاف "نقدم هذا البرنامج عهداً منا امام الله وعقداً بيننا وبين الشعب المصري، وندعو الشعب المصري أن يقف مع أحلامه المشروعة وغاياته النبيلة، ونطلب من الشعب المصري أن يقف مع دماء شهدائه وحقوق مصابيه أمام دولة فاسدة سلبت حقوقه على مدار عقود".
وخلال المؤتمر الصحافي تطرق عدد من أعضاء حملة صباحي إلى المحاور الرئيسية للبرنامج الذي يخوض زعيم "التيار الشعبي" الانتخابات على أساسه.
وفي ما يتعلق بالوضع الأمني، قال عضو الحملة الانتخابية عمرو صلاح إن "رؤية برنامج صباحي في مكافحة الإرهاب ترتكز على عدة محاور. الأول، المواجهة الجذرية للإرهاب، القائمة على تجفيف منابع الإرهاب بتحقيق العدالة الانتخابية ومواجهة الفقر. والثاني يتعلق بالمواجهة الفكرية والثقافية للإرهاب، من خلال مسؤولية الدولة بدعم الخطاب الديني الوسطي وتفعيل مواد الدستور بما يتعلق بالتحريض الديني والطائفي، ودعم الدولة وتشجيعها لحركة الثقافة والفن وصناعة السينما وثقافة المواطنة. أما المحور الثالث فيختص بالمواجهة الأمنية للإرهاب، وفقا لبرنامج مفصّلة خطوطه العريضة تقوم على دعم القدرات المعلوماتية لوزارة الداخلية وتزويدها بالدعم الفني والتكنولوحي اللازم".
وشدد صلاح على "ضرورة فصل الجماعات الإرهابية الداخلية عن وسائل الدعم المالي اللوجستي داخلياً وخارجياً، ومواجهة المجموعات الداعمة للإرهاب في الخارج من خلال إستراتيجية شاملة قائمة على دور أوسع لوزارة الخارجية، وترتكز على تقديم الدعم للأقليات المسلمة خارج مصر".
من جهته، استعرض وزير الصحة المصري الأسبق عمرو حلمي الجانب المتعلق بالصحة في برنامج صباحي، قائلاً إن "الحق في العلاج حق متساو بين الجميع، ولا يجب أن يتم التفريق بين المصريين في ذلك المجال، وذلك من خلال تحقيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل"، مشدداً على ضرورة التنسيق في هذا الإطار بين القطاعين العام والخاص والقوات المسلحة.
أما عضو لجنة البرنامج الانتخابي زكريا الحداد فأشار إلى أن "الغذاء الآمن والكافي هو العنوان الذي اختاره صباحي للجانب الاقتصادي في حملته". وأشار إلى أنه في العام الأول من تولي صباحي لرئاسة الجمهورية "سيتم إنهاء الصرف الصناعي والصحي الذي يلوّث مياه النيل"، مشددا على ضرورة "زراعة غابات تتغذى على تلك المياه مع ترشيد استهلاك المياه".
وأكّد أن البرنامج يتضمن حلاً لمشكلة الفلاحين من خلال زراعة 300 ألف فدان قطن في الصعيد، وإعادة تنظيم "مصرف التنمية والائتمان الزراعي"، الذي سيعاد النظر في وضعه ليساعد صغار الفلاحين.
بدوره، قال مسؤول ملف التعليم في الحملة الانتخابية احمد السنديري إن "البرنامج الانتخابي يقوم على ترسيخ مبادئ العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية". واضاف أن "التعليم يعد أحد مشاكل مصر، ونحن نطمح إلى أن تصل مصر إلى مرتبة متقدمة على المستوى العالمي، وخفض نسبة الأميّة".
وفي الجانب الاقتصادي، قال عضو الحملة الانتخابية حسين عبد الغني إن "إعادة توزيع الثروات وتطبيق الضرائب التصاعدية هدف من أهداف البرنامج الانتخابي للحملة، وذلك لضمان حقوق العمال والفلاحين"، مشدداً على ضرورة "إصدار قانون العمل الجديد وعودة العمال الصادر بحقهم قرارات فصل تعسفي، والتصدي للفساد بكل قوة".
وفي سياق متصل، قال عضو اللجنة الاقتصادية في الحملة الانتخابية رائد سلامة إن برنامج صباحي يتضمن العديد من الحلول للأزمة الاقتصادية، وهي تأخذ في الاعتبار الانحياز للمواطن الفقير، موضحاً أنه "من ضمن هذه الحلول وجود خطط حقيقة لكبح جماح الاستيراد من الخارج وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء حتى لا يستنزف الاحتياطي النقدي، ورفع دعم الطاقة عن المصانع ذات الصناعات الكثيفة والتي تبيع منتجاتها للمواطن المصرى بالأسعار العالمية، وتخفيض عجز الموازنة العامة للدولة خلال عامين إلى 75 مليار جنيه".
بدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق إن "البرنامج الانتخابي لصباحي يرتكز على مكافحة الفساد، وإصلاح منظومة الدعم"، مشيرًا إلى أن "البرنامج ليس مجرد برنامج انتخابي لمرشح رئاسي فحسب، وإنما هو معبّر عن طموحات جيل بأكمله، في مواجهة سياسات تعادي حقوق الفقراء وتتحيز لصالح فئات معينة".
في هذا الوقت، قالت مصادر قضائية في اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إن اللجنة ستجتمع لبحث اتخاذ الإجراءات القانونية ضد صباحي لمخالفته قانون الدعاية الإنتخابية.
وأشارت المصادر إلى أن المادة 49 من القانون المشار إليه تعطي للجنة الحق في توقيع عقوبة الغرامة بمبلغ 10 آلاف جنيه وقد تصل إلى 500 ألف جنيه على صباحي لمخالفته للمواعيد المقررة لبدء الدعاية الانتخابية.
لكن حسام مؤنس، مدير الحملة الانتخابية لصباحي، شدد، في المقابل، على أن المؤتمر الصحافي الذي عقد بالأمس لم يكن في سياق الدعاية الانتخابية، وإنما جاء لطرح الملامح العامة للبرنامج الانتخابي، مشيراً إلى النص الكامل للبرنامج الانتخابي سيطرح اليوم، اي مع بداية الموعد الرسمي لانطلاق الدعاية الانتخابية.
وأضاف مؤنس، في مداخلة مع الإعلامي جابر القرموطي ضمن برنامج «مانشيت» على قناة "اون تي في"، إن الحملة تحترم اللجنة العليا للانتخابات والقانون، مشيراً إلى أن الحملة تأمل في أن تتفهم اللجنة العليا للانتخابات أن هذا المؤتمر أمر طبيعي ولا يدخل ضمن الدعاية الانتخابية.