5 معلومات عن تسريبات باندورا الشهيرة
سمعنا هذا الأسبوع عن تسريبات تسمّى «أوراق باندورا»، وهي تسريب هائل لبيانات سريّة حول الأنشطة المالية غير المشروعة للأثرياء بشكل فاحش من 200 دولة. في الأيام القادمة، سنسمع المزيد عن التهرب الضريبي لأصحاب المليارات، وسنكتشف المزيد من الطرق التي أصبحت بموجبها ولايات أمريكية، مثل داكوتا الجنوبية، وفلوريدا، ملاذات ضريبية. إليكم خمسة أشياء يجب أن تعرفوها عن تسريبات باندورا، بغض النظر حالياً عن الأسباب الأهم والأعمق وراء تسريبها وتوقيت هذا التسريب والقوى التي تقف وراءه، والتي تحتاج إلى معالجتها في تقرير آخر منفصل.
ترجمة : قاسيون
1. تسريبات باندورا صادرة عن أكبر تعاونية صحفيّة على الإطلاق وهي أكبر من تسريبات بنما:
تسريبات باندورا هي كشف كبير لحيل وخطط التهرب الضريبي لأثرياء العالم من أكثر من 200 دولة. شارك في إعداد هذا العمل الضخم 600 صحفي من 117 دولة، وتم تنسيقه من قبل الاتحاد الدولي لصحفيي التحقيقات «ICIJ» ضمن ما يصفونه بـ «أكبر تعاونية صحفية على الإطلاق».
قبل خمس سنوات ونصف، أصدر «ICIJ» «أوراق بنما»، والتي ركزت على التسريب من شركة محاماة واحدة: Mossack Fonseca. ووفقاً لمدير «ICIJ»، فأوراق باندورا هي «أوراق بنما ولكن مع منشطات».
اعتمدت تسريبات باندورا على وثائق مسربة من 14 شركة خدمات ثروة خارجية في سويسرا، وسنغافورة، وقبرص، وساموا، وفيتنام، وهونغ كونغ. وكذلك شركات من الجنان الضريبية الشهيرة مثل بيليز، وسيشل، والبهاماس، وجزر العذراء البريطانية. ساعدت هذه الشركات الأثرياء والشركات الثرية على تأسيس صناديق ائتمان ومؤسسات خيرية، وشركات فرعية، كي تتمكن من مساعدتها في التهرب الضريبي.
حللت أوراق باندورا 12 مليون ملف من الشركات التي تمّ تسريب بريدها الإلكتروني، وتصريحاتها الضريبية، والمذكرات الرسمية، والبيانات المصرفية، ومسح جوازات السفر، وجداول البيانات السرية، وعقود العقارات، والتي تكشف بعضها عن المالكين الحقيقيين لشركات وهمية مبهمة لأول مرة.
2. تداعيات التسريبات عالمية، والكثير من السياسيين سيصابون بالحرج:
لأوراق باندورا تأثير عالمي في العديد من البلدان. كمثال: تمّ الكشف عن «الخزنة السرية للمليارديرية المكسيكيين»، حيث وجد في المكسيك أكثر من 3 آلاف ثري وذو نفوذ مرتبطون بالرئيس الحالي، والرئيس السابق. وكان النمط الذي اتبعه هؤلاء الأثرياء استخدام شركة بانامية وهمية، تقوم بشراء عقارات في ميامي وبقية الأماكن في الولايات المتحدة.
ومن الأمثلة أيضاً التسريبات بشأن الملك عبد الله الثاني من الأردن ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير «وفقاً للغارديان، تمّ حجب موقع ICIJ في الأردن قبل إطلاق تسريبات باندورا»، وهي الأمثلة التي تنبؤنا بسبب عدم قدرة الهيئات السياسية على إغلاق منافذ إخفاء الثروة والتهرب الضريبي.
3. تمّ كشف الولايات المتحدة بوصفها إحدى الجنان الضريبية:
رغم العدد الضئيل للأمريكيين المذكورين في التسريبات، ويرجع ذلك إلى مكان وجود مزودي الخدمات. ومع ذلك، تمّ الكشف عن أكثر من 700 شركة مرتبطة بمالكين أمريكيين.
كما تكشف تسريبات باندورا عن تحوّل الولايات المتحدة إلى مقصد للثروة العالمية، والتصوّر الخاطئ لدى الأمريكيين بأنّ التهرب الضريبي يجري خارج الولاية القضائية الأمريكية. لكنّ التسريبات تظهر أنّ الولايات المتحدة، وولايات مثل داكوتا الجنوبية، باتت تنافس الملاذات المعروفة في أوروبا ومنطقة البحر الكاريبي.
4. المليارديرية الغامضون من حول العالم يتجهون إلى داكوتا الجنوبية:
كشفت التسريبات أنّ ولاية داكوتا الجنوبية الأمريكية هي ملجئ لمليارات الدولارات من الثروات المرتبطة بأشخاص ارتكبوا جرائم مالية من قبل، ومتهمون بخروقات عمّالية جسيمة.
هناك مثالان: زعيم تجارة البرتقال البرازيلية هورست هابيل الذي تمّ تغريمه 88 مليون دولار في 2016 بسبب عدم دفع أجور موظفيه. في 2017 نقل هورست ثروته بجزئها الأكبر إلى داكوتا الجنوبية.
مثال آخر نائب الرئيس الدومينكاني السابق الذي يملك شركة سكر متهمة بارتكاب خروقات لحقوق الإنسان، تمّ إنشاء شركة وهمية في البهاماس، ثم تمّ نقل الشركة إلى داكوتا الجنوبية بسبب ضرائبها المنخفضة وصناديقها الاستثمارية.
5. قد تعزز أوراق باندورا موقف الداعين للإصلاح الضريبي:
يأمل الكثيرون بأن تعزز تسريبات باندورا جهود بعض البرلمانيين لفرض إصلاحات في النظام الضريبي، وتخصيص ما يكفي من الأموال للوكالات الضريبية حتّى تتمكن من ضمان دفع الشركات لضرائبها.
كما أنّ الأوراق وضعت إشارة كاشفة على نظام التهريب إلى الخارج نفسه.
بتصرّف عن: 5 Key Things to Know About the Pandora Papers