الصين وقوّة الشفاء

ترجمة: قاسيون

ورغم أنّ اللقاحات الأوليّة الطارئة التي أنتجتها الصين تعتمد تقنية اللقاحات المعطّلة، وهي التي ثبت بأنّها ذات فاعلية أقلّ من اللقاحات الأخرى، فهي لا تزال كافية لتجاوز عتبة الـ 50% التي حددتها منظمة الصحة العالمية للاستخدام الطارئ. 

تستهدف الصين إنتاج أكثر من خمس مليارات جرعة هذا العام بعد أن ساهمت في تعزيز التطعيم في أكثر من أربعين دولة. وقد تزيد هذه الكميّة على إثر الاتفاقات على تصنيع اللقاح بشكل محلي في بعض البلدان.

تساعد الصين الدول الراغبة بإنتاج اللقاح، مثل باكستان. بالنسبة للكثير من البلدان، كان اللقاح الصيني هو الوحيد المتوفر لديها. وفي بلدان أخرى، مثل البرازيل وتركيا وتشيلي، حيث تمّ تطعيم عشرات ملايين، كانت اللقاحات الصينية تشكّل ما نسبته 80 إلى 90% من التي تمّ استخدامها، حيث بدأنا نلحظ الآثار الإيجابية في السيطرة على الوباء في هذه الدول. 

مثال ناجح يحتذى

هل يمكن لأحدنا أن ينسى قدرة الصين على السيطرة على اللقاحات داخل حدودها؟ في أكثر من شهر بقليل، تمكنت الصين من تغيير الوضع، واحتواء الانتشار الكبير للوباء. تمكنت الصين من حماية إنجازات شعبها، وقدمت بذلك مساهمة كبيرة في حماية الصحة العامة الإقليمية والعالمية. 

قادت الصين عملية بناء «مجتمع الصحة للجميع العالمي». دعمت إجراءات الوقاية من الفيروس العالمي عبر مشاركة المعلومات والخبرات مع المجتمع الدولي، وأتاحت للعموم البيانات اللازمة مثل تسلسل جينوم فيروس كورونا وجميع التحقيقات التي أجرتها في هذا المجال، وأجرت أكثر من 70 عملية تبادل بيانات مع منظمات مثل الآسيان والاتحاد الأوروبي ومنظمة شنغهاي والاتحاد الإفريقي، ودول مثل اليابان والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا.

كما قدمت دفعتين من الدعم النقدي بقيمة 50 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، وكانت نشطة في تقديم المساعدة الطبية إلى البلدان الأخرى، مثل إرسالها 29 فريق طبي إلى 27 دولة، وتقديم المساعدة إلى 150 دولة، و4 منظمات دولية. كما اتخذت تدابير فعالة لتسهيل تزويد الدول بمعدات الحماية، ولمراقبة جودة الإنتاج بما يؤّمن قدرة مرتفعة لمقارعة الوباء.

في الفترة ما بين آذار وأيّار من هذا العام فقط، صدّرت الصين أكثر من 70.6 مليار كمامة، و340 مليون بدلة واقية، و115 مليون نظارة صحية واقية، و225 مليون مجموعة اختبار، و40.29 مليون ميزان حرارة يعمل بالأشعة تحت الحمراء. كما شاركت بنشاط في الصناديق التمويلية الخاصة بالسيطرة على الوباء واستراتيجية التعامل معه. وأعلنت تعليق سداد ديون 77 دولة نامية.

بالنظر إلى المشهد العام، عززت الصين مكانتها كلاعب دولي غيّر المشهد السياسي القاتم لعالمنا. تمكنت الصين، وهي التي باتت قوة تكنولوجيا واقتصادية وسياسية كبرى، من استغلال فرصة أزمة الوباء لتثبّت مفهوم القوّة الناعمة الجديد، وهي هنا قوّة الشفاء التي استخدمت الصين فيها قوتها الاقتصادية للمساهمة فيه.

بتصرّف عن: China and the power of healing