هذه أيضاً... دولةٌ تصدّر المخدّرات والمُرتَزَقة
إدواردو تورو إدواردو تورو

هذه أيضاً... دولةٌ تصدّر المخدّرات والمُرتَزَقة

في الأعوام الأخيرة، وجدت هذه الدولة الرأسمالية الطرفية نفسها وقد تصدّرت العناوين في مجال آخر: المرتزقة. لا تكتفي الولايات المتحدة بإرسال قوات نظامية للمشاركة في غزواتها العسكرية، بل تستأجر أيضاً «شركات أمنية وعسكرية» تتعاقد مع المرتزقة من مختلف أنحاء العالم للقيام بالأعمال العسكرية القذرة. يحرّر استخدام هؤلاء الولايات المتحدة من المسؤولية عن جرائم الحرب، وكذلك «الشركات الأمنيّة» ذاتها، لتحميل المسؤولية فقط للقتلة المباشرين.

ترجمة : قاسيون

عندما تُذكر كولومبيا، تذهب أذهاننا عادة إلى القهوة تبعاً لحجم صادراتها المرتفع منها. ظهر مؤخراً مقال في BBC بعنوان: «المرتزقة: صادرات كولومبيّة».

على طول العالم، في العراق واليمن وليبيا وهايتي وفنزويلا، هناك أعداد كبيرة من المرتزقة الكولومبيون الذين يقدّمون خدماتهم الشائنة.

لم يعد توسّع ثقافة الموت الكولومبيّة بالمفاجئ لكثيرين، وخاصة لجيرانها في فنزويلا. تسبّب هذا النمو المروّع في الطلب على المرتزقة في لجوء الكثيرين إلى القتل مقابل أجر، وهو الوضع الذي حفّزته الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تعاني منها كامل كولومبيا.

 

أمريكا دوماً

أشار المحقق الجنائي من جامعة إلينوي، جورج مانتيلا، إلى أنّ العديد من العوامل المتداخلة، ومن ضمنها الفقر، تجعل البلاد مثاليّة لعمليات المرتزقة.

يتمّ بهذه الطريقة استغلال الكولومبيين من قبل المتربّحين من الحروب الذين يجنّدون المجرمين والجنود السابقين في الجيش الكولومبي. تساهم الحرب الداخلية، المموّلة من تهريب الدولة الكولومبيّة للمخدرات، بخلق واقع انتشار السلاح بين أيدي الكولومبيين بشكل يومي. في هذه الأجواء يصبح المدنيون والعسكريون السابقون مرتزقة في أيّ مكان في العالم.

أدّت أكثر من ستّة عقود من حرب العصابات التي شارك فيها الجيش وجماعات الأنصار والقوات شبه العسكرية إلى تفاقم ثقافة العنف في كولومبيا، ما خلق أرضاً خصبة لأحد أكبر مصدري المرتزقة والعنف في العالم، وكلّ هذا بتقاعس وتواطؤ من السلطات الكولومبيّة.

في حرب أفغانستان حدثت الكثير من الفظائع، لكنّ أحدها كان ذا وقع مذهل على الكولومبيين: تمّ التأكيد بأنّ الكثير من المرتزقة الكولومبيين قد خدموا لصالح الولايات المتحدة في تلك الحرب.

الخطورة في هذه الوقائع أنّ هؤلاء المرتزقة لا يقتصر اشتراكهم على الحرب، بل كذلك في الانقلابات والغزوات والاغتيالات وجميع الجرائم الدولية. وفقاً للولايات المتحدة ولكولومبيا، فهؤلاء يتلقون حماية حكومة بوغوتا، وهو حافز قويّ يدفع الناس لاختيار هذه المهنة الرهيبة.

 

عن: Mercenaries: From Colombia to the World