نيويورك تايمز: حلفاء أمريكا لا يثقون بها
نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالاً بعنوان: «تفكك أفغانستان قد يشكّل ضربة أخرى لمصداقية الولايات المتحدة» وضّحت فيه أنّ ما حدث في أفغانستان قد غيّر الكثير، وترك حلفاء الولايات المتحدة في حالة خوف وترقّب وبحث عن حلول سريعة تجنبهم الحقيقة التي باتوا يدركونها، والتي وفقاً للصحيفة «ضاعفت من جراح سنوات ترامب، وعززت فكرة أنّ دعم أمريكا لحلفائها له حدود». وتحدّث المقال كذلك عن التداعيات الغربية المحلية لانسحاب أمريكا وحلفائها من أفغانستان بوفاضٍ خاوٍ ، فاقتبس عن الدبلوماسي والمدرس في جامعة كولومبيا جان-ماري غوينو: «الكارثة العسكرية في أفغانستان، والتي جاءت بعد الكارثة الدبلوماسية في سورية، ستحمل الأمم الغربية على أن تتجه للداخل أكثر، وأنْ تصبح متشائمة و(منغلقةً قوميّاً) مع شعورها بأنّها محاصرة من قبل عالم لا يمكنهم السيطرة عليه، لكنّه يستمرّ بالتطفل عليهم».
ترجمة: قاسيون
وأوضح المقال بأنّ هذه الضربة لمصداقية أمريكا قد أتت في لحظة حاسمة «كان فيها الكثيرون في أوروبا وآسيا يأملون بأنّ يعيد الرئيس بايدن حضور أمريكا القوي في الشؤون الدولية، خاصة مع ازدياد واتساع تأثير روسيا والصين. لكنّ الانسحاب الأمريكي زرع بذور الشكّ».
واقتبست الصحيفة عن محلل الدفاع الفرنسي فرانسوا هيزبورغ القول: «عندما يقول بايدن بأنّ أمريكا عادت، فسيردّ عليه الناس: نعم عادت إلى بلادها... رغم اتفاق الجميع تقريباً على أنّ الانسحاب الأمريكي كان يجب أن يحدث منذ وقت طويل، لكنّ أفغانستان عزّزت الشعور بأنّ الولايات المتحدة ليست أهلاً للاعتماد عليها».
ومضت الصحيفة لتوضيح أنّ تداعيات عدم الثقة بأمريكا ستضرب بشكل أكبر في الأماكن التي تحاول الولايات المتحدة استخدامها لمقارعة روسيا والصين، والتي تعتمد المواقف العدوانية لدى بعضها على دعم الولايات المتحدة بشكل كلّي. يبيّن المقال: «يشير المحلِّلون إلى أنّ هذا الشعور بالشكّ والتردّد سيكون أقوى في الدول التي تلعب دوراً في العالم، مثل تايوان وأوكرانيا، والفلبين وإندونيسيا».
ويقتبس المقال عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني توم توغندات قوله بأنّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بهذا الشكل بعد عشرين عاماً، سيحمل الحلفاء والحلفاء المحتملين حول العالم الآن على طرح الأسئلة عن الخنادق التي يريدون التمترس بها، حيث، على حدّ تعبير الاقتباس، هؤلاء الحلفاء: «قد أدركوا بأنّ الديمقراطيات ليس لديها القدرة على البقاء قويّة بعد الآن».
وكما قالت سوزان شيرك، رئيسة «مركز الصين في القرن 21» في جامعة كاليفورنيا، عن الانسحاب المذلّ للولايات المتحدة وسقوط الحكومة الأفغانيّة التابعة لها: «توقّع معظم الآسيويين حدوث ذلك، فقد كانت عملية مطوَّلة وليس أمراً مفاجئاً».
المصدر: Afghanistan’s Unraveling May Strike Another Blow to U.S. Credibility
معلومات إضافية
- ترجمة:
- قاسيون