النيويوركر: العنصرية «الإسرائيلية» منهجيّة
رجا شحادة رجا شحادة

النيويوركر: العنصرية «الإسرائيلية» منهجيّة

نشرت صحيفة النيويوركر الأمريكية مقالاً للكاتب والمحامي الفلسطيني رجا عزيز بولص شحادة، من راما الله، تناول فيه الأحداث الأخيرة في فلسطين، وتحدث فيه عن بداية الأحداث ودواعي الانتفاضة بسبب تصاعد انتهاكات الاحتلال، والمعاملة العنصرية وازدواجية المعايير للنظام «القضائي» الصهيوني وما يسمّى «المحكمة العليا» فيه، لافتاً إلى أنّ المشكلة ليست مجرّد مجموعة ضيقة من «المستوطنين المتطرّفين»، بل في مجمل منظومة الكيان ومجتمعه الذي لا يعارض بأغلبيته العظمى الممارسات العنصريّة ضد الفلسطينيّين.

ترجمة: قاسيون

يبدأ المقال بتوضيح الشرارة التي أطلق الانتفاضة الحالية: «الإثنين، قامت القوات الإسرائيلية باقتحام مجمّع الأقصى، حيث كان مئات المصلين قد تجمعوا للدفاع عن أنفسهم من انتهاكات المستوطنين».

وبعد أنْ انتهى المقال من سرد الأحداث وصراع أهالي حي الشيخ الجراح لمقاومة محاولات المستوطنين تهجيرهم، اعتبر أنّ كفاح أهالي القدس ألهم الفلسطينيين للانتفاضة قائلاً: «أثار كفاح العائلات المسيرات الاحتجاجية وغيرها من مظاهرات التضامن».

وشرح المقال السياسة العنصرية المنهجية للاحتلال قائلاً: «على مدى عقود، اتبعت الحكومة الإسرائيلية والسلطات البلدية في القدس سياسات تهدف لزيادة الوجود اليهودي، وتقييد توسع المجتمع الفلسطيني. في البداية كان هذا يعني توسيع حدود القدس وبناء المستوطنات اليهودية خارج المدينة. على مدار العقد الماضي، قادت الجماعات المتطرفة المدعومة من الحكومة محاولات لزيادة الوجود اليهودي في المناطق الفلسطينية في قلب القدس الشرقية. هذه هي الحالة العامة في إسرائيل وليس في حي الشيخ الجراح فقط، حيث تتابع المجموعات الاستيطانية تهجير الفلسطينيين، كما يحدث في حي السلوان الذي نجح المستوطنون فيه في الاستحصال على قرار من المحكمة بإجلاء سبعة وثمانين عائلة فلسطينية… تحاول الحكومة الإسرائيلية إظهار ما يحدث في الشيخ جرّاح وكأنّه نزاع على الملكية، لكنّ العائلات المعرضة للتهجير يسكنون هناك منذ 1957 على الأقل».

يتابع المقال في شرح أنّ النهج العنصري للاحتلال ممتدّ إلى «مؤسساته القانونية» متحدثاً عن «المحكمة العليا الإسرائيلية» التي تقرّ أوامر الإخلاء: «تقرر المحكمة إخلاء الفلسطينيين ومنح المنازل للمطالبين اليهود. لكنّ المحكمة نفسها ترفض النظر في قضايا الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم في القدس الغربية في عام 1948، وتعيد ذلك إلى (قانون الغائبين) الذي يعتبر الفلسطينيين غائبين حتّى لو كانوا يعيشون في القدس الشرقية على بعد مئات الأمتار من منازلهم الأصلية».

ويتطرق المقال لبعض إجراءات التمييز العنصري الذي يعاني منها فلسطينيو الداخل المحتل، والتي رأى المقال بأنّها من أسباب الانفجار: «يمتد التمييز إلى الإسكان والتعليم والخدمات الاجتماعية وحقوق الفلسطينيين في الزواج من أحدٍ من خارج المدينة… اللامساواة واضحةٌ وشديدة بشكل متزايد. أدّى تعميق الإحباط بين الفلسطينيين إلى زيادة العنف».

ويرى المقال بأنّ الأمر ليس مجرّد مجموعة جزئية من المستوطنين أو المتطرفين «الإسرائيليين» بل في المشكلة في النظام ككل، لأنه بشكل عام «قليلاً ما يثير التمييز ضدّ الفلسطينيين احتجاجاً لدى الإسرائيليين»، رغم أنّ «الكثير من التقدُّميِّين الإسرائيليين اليهود يشاركون ويتضامنون مع التظاهرات التي تستنكر إخلاء أهالي حي الشيخ جراح» من سكانه الفلسطينيّين.

 

عن: Sheikh Jarrah and the Renewed Israeli-Palestinian Violence