سلاح صينيّ تحت أرضي مدمِّر لطائرات F-35 الأمريكية

وجاء كلام ماسلوف، الذي يرأس أيضاً معهد RAS لدراسات الشرق الأقصى والأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد، في سياق تعليقه على ما تردّد عن أن بكين تدرس إمكانية إعلان حظر على الولايات المتحدة في هذا المجال، والذي أوضح قائلاً «تُستخدم معادن أرضية نادرة من الصين في تجميع خط واسع من المعدات العسكرية الأمريكية، ومقاتلات F-35. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم المعادن الصينية للمنتوجات عالية التقنية، مثل الدارات والرقائق الدقيقة».

وحول البدائل الممكنة أمام الولايات المتحدة الأمريكية قال ماسلوف «في حالة فرض مثل هذه العقوبات المضادة الصينية، يمكن للدول نظريًا استيراد كمية صغيرة من العناصر الأرضية النادرة من جنوب إفريقيا، ويمكن ذلك من روسيا، ولكن من غير المرجح أن تتخذ موسكو مثل هذه الخطوة. توجد رواسب كبيرة من المعادن الأرضية النادرة في أمريكا اللاتينية. على سبيل المثال، في كولومبيا. لكن الشركات الصينية تعمل هناك منذ مدة طويلة، وبالتالي، يمكن لبكين أن تمنع بشكل تدريجي وصول الولايات المتحدة إلى السوق العالمية للمعادن الأرضية النادرة».

ولكن ماسلوف أضاف أنه إذا أعلنت بكين فرض حظر في هذا المجال، فسيؤدي ذلك إلى زيادة أسعار جميع المنتجات التي تستخدم معادن ترابية نادرة في جميع أنحاء العالم: رقائق، وألواح، وما إلى ذلك. منوّهاً إلى أنّ الصينيين أنفسهم يستوردون إلكترونيات أمريكية الصنع تُستخدَم في تصنيعها معادن أرضية نادرة من الصين. وخلص الخبير بالشؤون الصينية إلى أنه «لذلك، فإن بكين تتعامل بحذر شديد عند مناقشة مثل هذه العقوبات الجوابية ضد واشنطن».

وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، يوم الثلاثاء وفق لمصادرها، أنّ الحكومة الصينية تدرس حظر تصدير المعادن الأرضية النادرة «من أجل تقويض صناعة الدفاع في الولايات المتحدة وأوروبا». وأنّ وزارة الصناعة الصينية اقترحت في كانون الثاني الماضي، فرض قيود تصدير صارمة على 17 من المعادن الأرضية النادرة المستخرجة في الصين تُستَخدم جميعها على نطاق واسع في إنتاج المعدات العسكرية في الولايات المتحدة، بما في ذلك مقاتلات F-35. حيث يحتاج تصنيع الطائرة الواحدة من هذا الطراز القتالي إلى 417 كيلوغراماً من المعادن الأرضية النادرة.

ووفقًا لصحيفة كوميرسانت الروسية، فإنّ الصين تشكّل حوالي 80% من مصدر المعروض من هذه المعادن، وأنّ بكين تدرس الآن مدى صعوبة فقدان إمدادات هذه المعادن بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأنّ الحكومة الصينية مستعدة لاتخاذ مثل هذه الخطوة على خلفية العلاقات المتفاقمة مع الولايات المتحدة.

المصدر: صحيفة «فز غلياد» الروسية