لا تعافي قريب في معدلات البطالة الأمريكيّة...
مارتن هارت لاندسبيرغ مارتن هارت لاندسبيرغ

لا تعافي قريب في معدلات البطالة الأمريكيّة...

يبدو أنّ انتعاش الطبقة العاملة من الركود لا يزال بعيد المنال. بعد سبعة أشهر من مكاسب العمل، رغم أنّها مكاسب تناقصيّة، نحن نخسر الوظائف من جديد. انخفض عدد الوظائف بمقدار 140 ألف في كانون الأول الماضي، بالمقارنة بتعافي بمقدار 336 ألف في شهر تشرين الثاني، متناقصاً عن 654 ألف في شهر تشرين الأول، متناقصاً عن 711 ألف في شهر أيلول.

بقلم: مارتن هارت لاندسبيرغ
ترجمة قاسيون

نحن اليوم أدنى بـ 9.8 مليون وظيفة ممّا كان الحال في الذروة في شباط 2020. وكما يظهر الجدول التالي، فالنسبة المئوية لخسارة الوظائف، بعد مرور أشهر على النمو، لا تزال أكبر من أيّ مرحلة خلال الكساد الكبير.

إنْ استمرّ تعافي الوظائف بالوتيرة الحالية، يتوقع بعض المحللين أن يستغرق الأمر أكثر من ثلاثة أعوام للعودة إلى مستويات التوظيف في فترة ما قبل الوباء. لكن حتّى هذا التوقع قد يبدو متفائلاً بشكل غير واقعي. أحد الأسباب أنّ الافتراضات الأولية بأنّ الكثير من خسارات الوظائف كان مؤقتاً، وأنّ الذين أصبحوا عاطلين عن العمل سيتم استدعاؤهم من جديد بعد وقت قريب، وهذه افتراضات خاطئة كلياً. العاطلون عن العمل هم الحصة الأكبر تنامياً، ولهذا هم لا يزالون عاطلين عن العمل بالإضافة لعاطلين جدد.

فكما تشير الإحصاءات، في تشرين الأول كان ثلث العاطلين عن العمل ضمن البطالة لمدة 27 أسبوعاً أو أكثر. ووفقاً لتقرير وظائف كانون الأول: تصل هذه النسبة اليوم إلى 37%، وهي أربعة أضعاف ما كان عليه الحال قبل الوباء. وهذه الأرقام تقلل في واقع الحال من حجم المشكلة، فالعديد من العمّال يأسوا من البحث عن عمل فتمّ استبعادهم من القوى العاملة، ولهذا لم يعودوا في حسابات العاطلين عن العمل المسجلين. إنّ معدل مشاركة القوى العاملة اليوم هو 61.5%، وهي أقل من النسبة في شهر شباط عند 63.3%.

فكما علّق دين بيكر من مركز أبحاث السياسات والاقتصاد: هذه قصة أشخاص خسروا وظائفهم في بداية الأزمة ولم يستعيدوها. يشكّل الذين بقوا دون عمل لـ 27 أسبوعاً أو أكثر، حصّة متنامية من العاطلين عن العمل، وقد يكون لهذا عواقب مستمرة. بعد بقاء الناس عاطلين عن العمل لأكثر من ستّة أشهر، يصبح الحصول على وظيفة أصعب. وإن حصلوا على واحدة تكون آفاقهم في سوق العمل قد تدهورت بشكل دائم بسبب هذه الوظيفة.

والمأساوي في الأمر أنّ العمّال الذين عانوا من أكثر خسارات للوظائف خلال هذه الأزمة هم أولئك الذين يحصلون على أقلّ الأجور. ولهذا فليس من المستغرب أنّ عدداً متزايداً من الناس العاملين يجدون صعوبة فائقة في تأمين احتياجاتهم الرئيسية.

ليس هناك من طريقة لتجميل الأمر. نحتاج حلولاً جذرية حتّى تسير البلاد في الاتجاه الذي يجب أن تسير فيه، ومنها: حزم تحفيز كبيرة، وزيادة مؤثرة في الحد الأدنى للأجور، وإصلاحات حقيقية لقانون العمل، ونظام رعاية صحي وطني قوي، واستثمارات في القطاع العام وبرامج الوظائف.

 

بتصرّف عن: The U.S. recovery on pause, December brings new job losses